علي الوردي - أبو حيان التوحيدي

غربة أديب
في الوقت الذي كان فيه الصاحب بن عباد يسيطر على الجو الأدبي برقاعاته ويحف به المتزلفون يزينون له مايصنع. ظهر أديب عبقري لا يعرف كيف يتزلف أو ينافق - هو أبو حيان التوحيدي .
وفي الوقت الذي كان فيه الهمداني ينتقد أسلوب الجاحظ لسهولته ووضوحه، كان أبو حيان يقتدي بالجاحظ في أسلوبه مؤثرا المعنى على اللفظ فيه . وقد أدى إلى أن يعيش مغمورا ويذهب إلى ربه منسيا.
وقد آن الأوان أخيرا أن نلتفت إلى هذا الأديب العظيم فنحيي ذكراه وندرس آراءه عسانا نجد فيها ما ينفعنا في هذه الحياة.

وحشة أبي حيان :
يقول الأستاذ متز في أبي حيان : وأول ما نلاحظه فيه أنه كان عالما بدقائق الأسلوب الرائع ، وقادرا عليه ، غير أننا لا نلاحظ في أسلوبه ذلك التكلف الذي نجده عند غيره من الأدباء. ولم يكتب في النثر العربي بعد أبي حيان ماهو أبسط وأقوى وأشد تعبيرا عن مزاج صاحبه مما كتب أبو حيان ولكن الجمهور كان يميل إلى طريقة الآخرين في البديع ، فيجري عليها ويعظم أصحابها ولقد كان أبو حيان غريبا بين أهل عصره ، وكان يعاني وحشة من يرتفع عن أهل زمانه ويتقدم عليهم.
لقد صدق متز فيما وصف به أبي حيان. ولم نجد أديبا شعر بالغربة في زمانه كما شعر بها أبو حيان . وقد أدى هذا الشعور المؤلم إلى أن يحرق كتبه في أواخر أيامه ، ولما عوتب على ذلك قال : إني فقدت ولدا نجيبا وصديقا حبيبا وصاحبا قريبا وتابعا أديبا ورئيسا منيبا ، فشق علي أن أدعها لقوم يتلاعبون بها، ويدنسون عرضي إذا نظروا فيها.. وكيف أتركها لأناس جاورتهم عشرين سنة فما صح لي من أحدهم وداد ، ولا ظهر لي من انسان منهم حفاظ، ولقد اضطررت بينهم بعد الشهرة والمعرفة ، في أوقات كثيرة إلى أكل الخضر في الصحراء ، وإلى التكفف الفاضح عند الخاصة والعامة ، وإلى بيع الدين والمروءة.
وقال أبو حيان أيضا " فقدت كل مؤنس وصاحب، ومرفق ومشفق . والله لربما صليت في المسجد ، فلا أرى جنبي من يصلي معي فإن اتفق فبقال أو عصار أو نداف أو قصاب ، ومن إذا وقف بجانبي أسدرني بصنانه، وأسكرني بنتنه. فقد أمسيت غريب الحال غريب النحلة غريب الخلق، مستأنسا بالوحشة قانعا بالوحدة معتادا للصمت ملازما للحيرة محتملا للأذى يائسا من جميع من ترى متوقعا ما لابد من حلوله. فشمس العمر على شفا وماء الحياة إلى نضوب ونجم العيش إلى أفول "

خلق أبي حيان:
من الخصال التي ابتلي بها أبو حيان أنه كان صريحا لا يحب أن يغالط نفسه أو يغالطه الآخرون . وكثيرا ما كان يحتد ويجبه بالجواب المحنق من يخاطبه، ويملأ المجلس بالصياح. وكان ضيقه بالخطأ يضيق في نفسه الشعور بالتسامح والاغضاء.::
لقد كان أبو حيان يمتعض من التناقض الذي يلاحظه في أفعال الناس وأقوالهم لاسيما المترفين منهم. ولا يبالي أن يفضحه في وجه صاحبه كائنا من كان .
حدث مرة أن ابن العميد أعطى أحد الأدباء الف دينار. فتألم مسكويه وقال لأبي حيان : أما ترى خطأ صاحبنا في اعطائه فلانا الف دينار ضربة واحدة؟!
فأجابه أبوحيان بصراحة مريرة : أيها الشيخ ، أسألك عن شيء واحد ، فاصدق فإنه لا مدب للكذب بيني وبينك. لو غلط صاحبك فيك بهذا العطاء وبأضعافه وأضعاف أضعافه أكنت تتخيله في نفسك مخطئا ومبذرا ومفسدا أو جاهلا بحق المال؟ أو كنت تقول: ما أحسن مافعل وليته أربى عليه؟ فإن كان الذي تسمع على حقيقته ، فاعلم أن الذي يردد ورد مقالك، إنما هو الحسد أو أي شيء آخر من جنسه وأنت تدعي الحكمة، وتتكلف في الأخلاق وتزيف الزائف وتختار منهاالمختار، فافطن لأمرك على سرك وشرك"
ولا يحسب القاريء أن أبا حيان قال هذا القول دفاعا عن ابن العميد . أرجح الظن أنه لو كان في مجلس ابن العميد لجابهه بالنقد المر كما جابه مسكويه. والظاهر أن هذا الخلق من أبي حيان كان من الأسباب التي جعلته غريبا بائسا في أكثر أيامه.

عصر أبي حيان:
ومشكلة أبي حيان أنه عاش في عصر بلغ فيه التناقض بين أقوال الناس وأفعالهم مبلغا لا يدانيه فيه عصر آخر. فقد وصل الترف لدى الفئة الحاكمة فيه القمة، بينما كان سواد الناس في جوع مزمن وبؤس مقيم، وكان الرغيف لدى كثيرين منهم أقصى المنى.
وعلى الرغم من كل ذلك، كان الحاكمون لايستحون أن يتحدثوا بملء أفواههم عن العدل والفضيلة والرحمة وغير ذلك من أقاويل الوعظ المألوفة، وكان بؤس الناس لاصلة له بما يلهج به الحكام من تلك المباديء العالية.
يقال أن المجاعة استفحلت في بغداد يومذاك وغلت الأسعار غلاء فاحشا . فكان الناس يجتمعون حول زورق الوزير كلما ركب في النهر ذاهبا إلى دار الوزارة ، وهم يصرخون نريد خبزا فيجيبهم الوزير قائلا " بعد لم تأكلوا النخالة".
وفي تلك الأثناء جاء الخبر إلى بغداد بهجوم الروم على حدود الدولة . وأسرع الناس إلى السلاح ثائرين. والغريب أنهم لم يشهروا السلاح في وجه الروم. إنما أخذوا يطالبون بالخبز. مع العلم أن أمير بغداد كان يومذاك يصطاد الغزلان.
وشهدت بغداد في تلك الحين مظاهرات شعبية متكررة. وكان يقود تلك المظاهرات جماعة من الصعاليك أطلق عليهم اسم " العيارين" .
ويقول الدكتور عبد العزيز الدري "ان حركة العيارين لم تكن سوى ثورة ضد الأغنياء والحكام. وكانت هجماتهم موجهة بالدرجة الأولى إلى بيوت المثرين ودكاكين التجارة وأولي الجاه وأصحاب الشرطة، فكانوا لا يتعرضون للفقراء والضعاف والنساء واصحاب البضائع القليلة من التجار. وكانوا يقولون لتبرير عملهم ان أموال الأغنياء مباحة لهم لأن الأغنياء منعوا الزكاة عنهم فتراكمت في أيديهم والفقراء في حاجة إليها"
ويشاء سوء الحظ أن يهجم العيارون ذات يوم على المحلة التي كان يسكنها أبو حيان، فنهبوا داره من جملة ما نهبوا ولعل هذه كانت من غلطاتهم التي لم يتعمدوها. وقد أدت هذه الحادثة بأبي حيان إلى أن يكره العيارين. الغوغاء بالإضافة إلى كرهه للمترفين والأغنياء .

الشيعة والسنة :
وفي الوقت الذي كانت فيه مظاهرات الفقراء ضد الأغنياء متوالية ، كانت هناك مظاهرات من نوع آخر وهي المظاهرات الطائفية.
فقد سيطر البويهيون على بغداد في ذلك الوقت، وهم فرس شيعة، بينما كان الخليفة ومن حوله من الأتراك سنيين. وكان أهل بغداد أنفسهم مؤلفين من الشيعة وأهل السنة . فكان الشيعة متركزين في الكرخ، وأهل السنة متركزين في باب البصرة وباب الشعير. فكثرت الفتن وتكرر الحريق وأريقت الدماء من الجانبين
وكان رجال الدين من رجال الطائفتين يزيدون في النار اشتعالا فكانوا يقاتلون بالأدلة العقلية والنقلية كما كان العوام يتقاتلون بالهراوات والحراب. ورجل الدين لا يبالي بما ينزل على رؤوس الناس من بلاء سياسي واقتصادي. جل همه منصب على جمع الأدلة العقلية والنقلية ليبرهن بها على أن عليا أفضل من أبي بكر أو أن أبا بكر أفضل من علي.
قيل أنهم تجادلوا ذات مرة حول آية الغار ، فالقرآن يقول في معرض الحديث عن هجرة النبي من مكة مع أبي بكر واختفائهما في الغار " الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا"وهنا يقول أهل السنة بأن هذه الآية من فضائل أبي بكر، إذ كان رفيق النبي في هجرته وصاحبه في الغار . أما الشيعة فيرون في الآية ذما لأبي بكر واستهجانا له، ذلك أنه اعتراه الحزن في الغار وكان الواجب يقضي عليه أن لا يحزن، وقد أنزل الله بعد ذلك سكينته على النبي ولم ينزلها على أبي بكر..
وكان كل فريق يعتمد في رأيه على الأقيسة المنطقية المعهودة، وهو فرح بها يظن أن الحق قد انطوى كله تحت ابطه .
وفي عام 352 أمر معز الدولة البويهي أن يحتفل الناس بيوم عاشوراء ، وأن يظهروا الحزن والحداد على الحسين . فأغلقت الأسواق وتعطل البيع والشراء ، ونصبت القباب في الأسواق وعلقت عليها المسوح، وخرجت النساء منشرات الشعور مسودات الوجوه، قد شققن ثيابهن وهن يدرن في البلد وينحن ويلطمن وجوههن .
وأراد أهل السنة أن يعملوا لأنفسهم ما يكون بإزاء يوم عاشوراء. ، فجعلوا بعد ثمانية أيام يوما نسبوه إلى مقتل مصعب بن الزبير . وزاروا قبره في مسكن كما يزار قبر الحسين في كربلاء.
وأمر معز الدولة الشيعة بالاحتفال بيوم الغدير وجعله عيدا، وهو اليوم الذي قال فيه النبي : من كنت مولاه فعلي مولاه. فعمد أهل السنة إلى يوم آخر يأتي بعد يوم الغدير بثمانية أيام، وهو اليوم الذي دخل النبي وأبو بكر الغار فيه.
ومن طرائف ما يروى في هذا الصدد: ان الشحاذين استغلوا هذا النزاع الطائفي، فكانوا يحضرون الأسواق فيقف واحد منهم جانبا ويذكر فضائل علي بن أبي طالب ، ويقف الآخر في الجانب المقابل ويذكر فضائل أبي بكر، فتنهمر عليهما الدراهم من الشيعة وأهل السنة معا. وبعد أن يحصلا من الدراهم مبلغا كافيا يجتمعان ليقتسماه بينهما.

موقف أبي حيان:
يعجبني من أبي حيان أنه كان يسخر من كلتا الطائفتين ويستسخف آراءهما معا. والظاهر أن ثقافته كانت تأبي عليه أن ينحاز إلى إحدى الطائفتين دون الأخرى.
إذا اجتمع الذكاء وسعة الإطلاع في إنسان ، صعب عليه أن يتعصب لمذهب بعينه من المذاهب الدينية المتخاصمة. ان ذهنه الجوال يرتفع به عن مستوى بقية الناس. ومثل هذا الرجل لا ينال التوفيق في عصر طغت فيه المشاحنات الطائفية واعتقدت كل طائفة أن الحق خاص بها وحدها من دون الناس.
والذي يدرس كتب أبي حيان يراه لايلتزم في ارائه وأخباره مذهبا معينا. فهو تارة يأتي بالخبر الذي يطرب له الشيعة وينزعج منه أهل السنة. وهو تارة أخرى يفعل عكس ذلك.
انه يروي مثلا قصة عن الخليل بن أحمد الفراهيدي مفادها أن أحد أصحاب الخليل سأله يوما : ما بال أصحاب رسول الله كانهم بنو أم واحدة وعلي كأنه علة؟ فتلكأ الخليل في الجواب خوفا، ثم قال بعد أن طلب من السائل أن يكتم عنه " علي تقدمهم اسلاما، وبزهم شرفا، وفاقهم علما، ورجحهم حلما، وكبرهم زهدا، فحسدوه والناس إلى أمثالهم. وأشكالهم أميل"
فهذا الخبر يلائم عقيدة الشيعة كل الملائمة ، إذ هو يعلي من شأن علي وينتقص من شأن الصحابة . ولكن أبا حيان مع هذا يكره الشيعة لأنهم يسبون الصحابة. وهو يروي في ذلك قصة أخرى شهدها بنفسه في بغداد، فقد سئل أحد المحدثين عن صحة ماروي عن علي بن أبي طالب من أنه قال : خير هذه الأمه بعد نبيها أبو بكر" فأجاب المحدث أن الرواية صحيحة. وكان بين الحاضرين جماعة من الشيعة فأشرأبت أعناقهم اليه. فخاف المحدث عاقبة وقال مستدركا " نعم أشار إلى هذه الأمة الفاسقة المرتدة وكان ابو بكر خيرها" فاستحسن القوم القول وهشوا له وختم أبو حيان قصته هذه بلعن من يسب الصحابة.
الظاهر أن أبا حيان كان لايرتفع بالصحابة إلى الى مرتبة التقديس كما يفعل اهل السنة، ولا يحب سبهم كما يفعل الشيعة ، فالصحابة في نظره اناس فضلاء ولكنهم كأمثالهم من فضلاء بني آدم لايمكن أن يتجردوا من أدران الطبيعة البشرية تجردا تاما.
وتتضح هذه النظرة عند أبي حيان من حديث السقيفة الذي وضعه على لسان ابي بكر وعمر وعلي وأبي عبيدة . فقد حاول ابو حيان بهذا الحديث ان يظهر كبار الصحابة بشكل لا يوافق ذوق الشيعة وأهل السنة معا. والذي يقرأ الحديث يشعر بأن الصحابة كانوا على جلالة قدرهم بشرا كسائر الناس. اذ هم يتنافسون ويتخاصمون ، ثم يتعاتبون ويتصالحون دون أن يكون وراء ذلك حق خالد أو باطل خالد كما يدعي اصحاب المذاهب الدينية.
استنكرت كلتا الطائفتين حديث السقيفة ، واتهمتا ابا حيان بوضعه ويبدو انه حديث مختلق فعلا. فامارات الاختلاق ظاهرة عليه ، وأسلوبه يختلف عن الاسلوب الذي كان الصحابة يجرون عليه في أحاديثهم او معاتباتهم. ولكن هذا وحده لايكفي لاستنكار الطائفتين له. فلو أنه كان ملازما لذوق احداها لصار حديثا صحيحا في نظرها ولاتخذته حجة تجادل به الطائفة الأخرى.

ازدواج الشخصية :
لعلني لا أغالي اذا قلت بأن أبا حيان هو من اكتشف ظاهرة ازدواج الشخصية في أهل زمانه . استمع اليه يقول في وصف اهل بغداد " والحكمة على السنتهم اظهر منها على أفعالهم ، ومطالبتهم بالواجب لهم أكثر من بذلهم الواجب عليهم"
ويعود أبو حيان فيقول " ان هذا خلق فاش في جميع الناس.. وكأنه في اصحابنا أفشى، ومن جهتهم أعدى"
والقاريء قد يعجب حين يرى ازدواج الشخصية ظاهرا على أهل العراق في أيام أبي حيان على منوال ماهو ظاهر في ايامنا . فما هو السبب في ذلك؟
الذي اعتقده أن هناك اسبابا عديدة لظهور ازدواج الشخصية في أهل العراق، ولكني لا استبعد مع ذلك أن يكون للنزاع الطائفي الذي استفحل أمره في العراق منذ قديم الزمان أثر لا يستهان به في هذا الشأن.
والملاحظ في الرجل الطائفي عادة أنه من أكثر الناس حديثا عن المثل العليا، وأشدهم حماسة في الدعوة اليها. وكأنه يتخذ ذلك سلاحا يحارب به خصومه من الطوائف الأخرى. انه هو ينسى تلك المثل حين ينظر في أحوال نفسه وطائفته.
من شأن هذا الرجل أنه حريص على البحث في عيوب الطوائف الأخرى، وهو يرفع عقيرته دائما في انتقادها والتشنيع عليها. فإذا ذكّره الناس بما في طائفته من عيوب مماثلة لوى عنقه وحاول الدفاع عنها بكل ما اوتي من مقدرة في الجدل والمنطق، انه كما قال المسيح " ينظر الى القشة في عين صاحبه ولايرى الخشبة في عينه"
كثيرا ما نشاهد في احدى الطوائف من العادات البالية والمعتقدات المستهجنة مايقزز النفس. لكن ابناء تلك الطائفة ينسون كل ذلك. ويوجهون انظارهم نحو مافي الطوائف الأخرى من مثالب. وهم يعتادون على ذلك مرة بعد مرة حتى ينشأ في عقولهم من جرائه حاجز سميك يفصل بين مايرونه في غيرهم ومايرونه في انفسهم.
ومعنى هذا أن المقاييس التي يقيسون بها اخلاق غيرهم تختلف عن تلك التي يقيسون بها اخلاقهم . كأن الله مستعد أن يغفر لهم ذنوبهم ، أما ذنوب غيرهم فالله سوف لايغفرها أبدا.
ولا يخفى أن الفرد الذي يمارس هذا النمط من التفكير في أموره الطائفية قد يمارسه كذلك في اموره الشخصية. ويصبح من جراء ذلك قوالا غير فعال. وينطبق عليه عندئذ وصف أبي حيان حيث تكون مطالبته بالواجب الذي له أكثر من بذله الواجب الذي عليه. وتراه لهذا جبارا في خطبه وكتاباته ، بينما هو في حياته العملية لا يختلف عن غيره من بني آدم. وهو يتحمس في انتقاد غيره حماسا غريبا ثم لايبالي بعد ذلك أن يقترف العمل الذي انتقد غيره عليه.

النتيجة:
اريد أن استخلص من هذا الفصل نتيجة لها مساس بالأدب وما ينبغي على الأديب أن يقوم به. فالاديب في اعتقادي رائد فكرة قبل أن يكون صانع ألفاظ. وأظن أن أبا حيان هو خير من يمثل هذا النوع من الأدب في العصور القديمة.
لقد أخفق أبو حيان في حياته، لأنه عاش قبل أوانه. ولو أنه ظهر في زماننا هذا لكان سيد الأدباء
أعلى