جمال امْحاول - مذهلتي تكره الأنصاف... قصة قصيرة

كعادة هاتفي الخلوي كل مساء، يرن مع اهتزاز خفيف في أحشائه.. عبر سفري في بحر الكلمات أسمعه، وعبر ظلي الأكثر حيرة آخذه.. أرد على حبيبتي المذهلة.. أسمع في الرنين الخفيف بحرا يتلاطم على ركام اليابسة المتداخلة في صدري، وأنا أستمع إلى نبض قلبها متسارعا يمتزج بالذبذبات، وهي تقول: تعال انقذني من هاته الكائنات العجماوات التي ما فتئتْ تسكن لساني وتشرب من قلبي.. فلا ينطلق لساني، ولا تهدأ روحي.. أريد أن أعبر لكَ عن موقفي تجاه الشمس وهي تغرب في قاع المحيط.. وعن القمر وهو يتقلص كلما أمعنتُ النظر فيه ليلا.. أريد أن أعبر لكَ عن شيء يجتاحني خفية عنكَ، يهز نياط قلبي بألم، فما استطعتُ له تفسيرا.
عندما كان الكون نصفا والزمكان نصفا،.. كان حبي يكتمل في النمو، بعيدا عن الأنصاف، لأن قلبي العرم لا يتسع فيها.. أريد أن أكون بكَ كاملة ..فسحقا لنصف يمنعني عن رؤيتك..
قلتُ لها: على رسلكِ قد دوّنتُ حبكِ مذ رأيتكِ أول مرة، حيث كان قربكِ مني نسمة تسري في كيان فؤادي كاملة دون أنصاف، لأن قلبي لا يحبذ الأنصاف كذلك.. سآتي على جناح السرعة لكي أَزيدَ من عدد العجماوات بين يديْكِ.. لأنكِ هكذا تبوحين لي بحبكِ أحسن..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى