د. عادل الأسطة - الست كورونا : الكورونا بين سريرين ؛ سرير السجن وسرير مشفى هداسا (109)

"العبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الملامة"
والصديقة Suaad Genem لامتني أنني كتبت عن المرحوم صائب عريقات ولم أكتب عن الشهيد السجين كمال أبو وعر الذي ارتقى في سجون الاحتلال.
منذ فترة وأنا أفكر في الكتابة عن الكورونا في السجون الإسرائيلية ، وكنت من قبل كتبت عن هذا وطالبت أن يطلق سراح السجناء خوفا من تفاقم حالتهم ، ولكن هل تسمع الدولة العبرية من فلسطيني طردت أهله من يافا ولم يبلغ بعد شهرة فدوى طوقان التي دعاها الوزير الإسرائيلي ( موشيه دايان ) ليستمع إلى ارائها بخصوص الاحتلال المريح وليحملها رسالة إلى الرئيس المصري المرحوم جمال عبد الناصر؟
ليس ثمة من شك في أن هناك فارقا كبيرا بين سريرين ، وبين من يقضي نحبه في السجن ومن يموت ميتة خالد بن الوليد.
غالبا ما أكرر بيتي الشعر :
مشيناها خطى كتبت علينا
ومن كتبت عليه خطى مشاها
ومن كانت منيته بأرض
فليس يموت في أرض سواها.
لا شماتة في موت أحد طبعا ، وهناك عشرات من السجناء قد يقضون في قادم الأيام ، وقد نقضي مثلهم ونحن جالسون في بيوتنا نشرب اليانسون والزنجبيل والشاي والماء الفاتر بالليمون ، ولقد تذكرت وأنا أقرأ رسالة الصديقة Suaad Genem قصة قصيرة كتبتها في العام ١٩٨٦ ، عنوانها " هكذا إذن يا فاطمة!!؟"
عن قتل فلسطينيين ؛ واحد برصاص فلسطيني والثاني برصاص الاحتلال ، وتذكرت جنازتي كل منهما . ويبدو أن الكورونا ذات توجه عدمي لا تميز بين سريرين ؛ سرير في مشفى هداسا وسرير في سجن عسقلان ، ويبدو أننا نحن البشر البارعون في التمييز.
كانت أمي تقول " المثل ما خلى شيء إلا قاله " ولم تعش لتشهد زمن الكورونا ، وإذا كان المثل قال " موت الفقير وتع.... الغني ما حدا بسمع فيهم " فإن الكورونا لا تميز بين غني وفقير.
رحم الله الشهداء ، وإذا كان عبد الحليم غنى "يا ولدي قد مات شهيدا من مات فداء للمحبوب" فهناك فتوى تنص على أن من مات بالكورونا فهو شهيد ، وهكذا تساوى السريران ؛ سرير هداسا وسرير السجن الإسرائيلي ، وإن هي إلا خربشات.
مساء الخير
١١ / ١١ / ٢٠٢٠


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى