سلمى الزياني - ما تبقّى لديك

دقائق الفرح المتبقية
بقيت خلفك
ظهرت باكرا و اختفت
لحظات فقط
تفصل بينك و بين اللّامكان
اغوتك تلك التفاحة
الفارغة دوما من البذور
الممتلئة بقبل الغربان
صمّت اذنك
عن القصيدة نفسها
التي تعثرت في الوسط
تجهل كلام السماء
صمت الأرض
تسأل متى تبتعد الفراشات عن الضوء
هل تبقى القناديل متدلية من السقف
متى يسقط الزمن من شق العالم
هل غبار الرؤى
ستشربه ضفاف النهر
متى تهبّ الريح
على أجناس مهولة
تتناسل بمزيد من العواصف
ريح جالسة على الظلال
ظلال مشتعلة لا تنتمي إلى أحد
لن تكون فارس هذه الساعة
انتظر حتى يجتمع الوقت لديك
جسور مهترئة
دوائر كالحفر
و لا شيء
سوى شق يوازي بين هاويتين
كثير من الأمور التي تتدلى
من القصائد المكلومة
كثير من المعاني الناعسة
ازمنة من السواد في جسدك
تخبو حتى تفردك العتمة
و تغطيك السماء
لن تكون أنت
لكن على أي طريق ستخطو
بأي عثرة ستسقط
تكون جهاتك
تكون محطاتك
تنتظر فصلين اضافيين في حدائق الإنتظار
في حقول الإغتراب
تنادي الأعوام و تشرب منها
تطرد الملل عنها
ستاوي إلى ذلك الزمان
حيث تشابكتَ معك
الزمان الذي أيقظ فيك
أمكنة حتى يتوارى القبح
حتى تدرك البياض
حتى يستقيم الجسر
أمكنة مفخخة ستصل إليها أو تنتظر
ماذا خلف العتمة سوى الريح
ماذا قبل النور
غير الفضاء
ماذا يتناثر من القفار
ماذا يتبقى من ليالي الشتاء
ماذا بعد التيه
جواب خامد
صمت يلتئم
و صوت يلجم
لو كنتَ هناك.. لكنت أسعد من لغة
لو كنت هناك
لكنت أقرب من ظل
لو أن ما قبلك أقل من حضور
لو تجتمع بماء آخر من الفرح
لو أنه مجرد بسمة
لو كانت الحياة نقاء
لو أخدت معك أقل من الزمن
لو أن ما قبلك أبعد من لحظة
لو أنك تجني من الريح
لو أنك تجني من الكلام
لو أمكن أن تموت طفيلياتك في حقل أخر
لو أمكن أن يعاد اقتلاعك
من مكان آخر
فقط لحظات من سواد
و ترحل الى ذاك الزمن
تهادن الفرح الذي يخذلك
تصطحب العالم قصيدة جنبك
ًماذا لو كانت هراء
ماذا لو كانت عفنا
تفرعات مهولة
لكن السهم الذي ينغرس فيها
لن يشير إلى النهاية
سيعاد اقتلاعه
سيبقى خرافة
ذكرى
لقّبْكَ الضوء
أودع عندك ما لا تراه
ما كان يسمى بالأحلام
ما صار مللا فحسب
أودع فيك ما لقبته فرحك
دون أن تسأل من عهد به إليك
و من سلمك إياه
حافظ لك على القصائد التي تكتبها رمادية تماما
رسمتها كما يرسم التيه و السراب
منتظرا أن تنقلب ظلا
ما بعد أن ينجلي الغمام
بعد أن يقوفَ آثار الزمان
ماذا يترك ظلا للتيه
هل تبقى الجهات منذورة للبدايات
هل تستظل بالركام
تنعي ما لم تكنه أبدا
ربما تسترجع القصيدة ألوانها
ربما يعاد غرسها هناك.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى