أمل الكردفاني - الملبوس.. قصة

الشارع واسع، مساءً، لكنه خالٍ، يتأمل هو المباني عله يجد معلما بارزاً ويصيح عبر الهاتف "أين منزلك؟" يقول صديقه الذي ودعه قبل أيام وقد سافر إلى دولة أخرى "ألم تكن معي قبل يومين"، يرد عليه "نعم ولكنك قدتني إليه عبر الازقة الداخلية"، " هناك معرة" يصيح هو "ماذا؟ لم أفهم" ثم يسمع شخير صديقه، "اللعنة لقد نام.." ينظر حوله، هناك معبد وخلفه إستاد كرة قدم، فيصيح "هل نمت، إنني أمام معبد قديم جداً وإستاد كرة قدم"... يصمت قليلاً "لماذا لا تجب".. يقترب ويدخل فيجد على يمينه معبداً قديما مهدماً وبقايا خرائب لاستاد كرة قدم قديم. "هذا موحش جداً.. هل تسمعني؟".. يسمع غطيط صديقه.."إذا كنت لا تريد زيارتي لمنزلك اخبرني".. يخرج إلى الشارع الواسع...ويتحول المساء الرمادي لنور ساطع، الساعة الثانية عشر ظهراً، وهو يقتحم بابا خشبياً كبدي اللون، ليجد نفسه داخل منزل خطيبته القديمة، "آه" تصرخ أمها.. "جئت بعد أن فعلتها يا كلب..هل يجري زوجها وراءك".. ينظر لنفسه ويراه عارياً إلا من لباس أحمر صغير يغطي عورته...يفتح الباب ليخرج، وصراخ المرأتين يتصاعد، لكنه يجد أسرة تهبط من السلم فيغلق باب الشقة، ويظل يفعل ذلك حتى تختفي الأسرة، فيخرج وهو شبه عاري، ويجري عبر الأزقة بسرعة خوفاً من أن يشاهده الناس وهو عارٍ.. وفي منزله يرقد على السرير وتحاصره الصياحات، يتهمونه بأنه فعلها مع امرأة ولذلك فهو عارٍ هكذا...لكنه على ظهر سفينة يجد صديقه يجلس امام ماكينة محاسبة ككاشير وبائع مكرونة، ويلومه "لماذا لم ترد عليّ"، يضحك صديقه، "بل رددت عليك واستمع لاجاباتك".. يفتح صديقه تسجيلاً صوتياً للمكالمة في هاتفه..ويسمع هو صوته غريباً جداً، "نحن رواد في التميز لا أحد مثلنا".. وقال جملاً أخرى مفككة بصوت شيطاني؛ قال: لقد تلبستني الشياطين، ويبدو أنني خلعت ملابسي قطعة قطعة دون أن أدري وسرت كل تلك المسافة البعيدة منذ الليل وحتى الظهر"، قال صديقه "هذا ماحدث" الرجال كانوا يلتفون من حولهما ويستمعون للتسجيلات، وكان كل رجل يحمل فرشاة أسنان، أحدهم يحمل فرشاة أسنان سوداء ذات قاعدة ضخمة، ويسيل من فمه مخاط أخضر، كانوا جميعا، يرقدون على الأرض، فقال لصديقه، أريد تلك التسجيلات، أجابه الصديق "هات فرشاة أسنانك" يحمل الصديق الفرشاة، ويربط شعيراتها البلاستيكية بسلكين معدنيين. ثم يشير إلى علامة دائرية على قاعدة الفرشاة، تؤكد بداية عملية نقل التسجيلات. يرى طائرة ورق في السماء، وأحد الرجال يطلق طائرة ورق أعلى وهو يقهق بغبطة.. هناك من عمل لي عملاً، يقول هو، ويؤمن صاحبه على ذلك..

(تمت)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى