مقتطف محمد عارف مشّه - مقتطف من رواية ( حب في زمن الكورونا )

يفتح أبو العبد نافذة شقته ، فيجد أولاد العمارة كلهم ، قد كسروا الحظر ، فيسمح لأولاده بكسر الحظر والخروج ، يفتح أبو العبد باب شفته . خائفا . حذرا . يتسلل لباب العمارة ، ثم يسأل جاره أبي خالد : هل حقا يوجد فيروس كورونا ؟

ـ نعم ... هل أنت خائف ؟

لا . أنا مخنوق وأكاد أنفجر .

ـ لماذا ؟

تعطلت أعمالنا ومصالحنا

ـ على اعتبار أنك صاحب شركات عالمية . قالها أبو خالد وضحك ، فاختنق بالسعال ، ألقى بالسيجارة أرضا . داسها بقدمه . تواصل سعاله

* : هل أصابك فايروس الكورونا ؟ . قالها أبو العبد ، وأضاف : علاجك عندي .

يجد أبو خالد أن الفرصة قد جاءت له ، لتسويق منتوجه لعلاج الكورونا ، قبل تصنيعه فيقول : حتى لو أصابني الفايروس فالعلاج الذي أملكه قوي وفعال .

صوت منبه سيارة الشرطة يعود من جديد . يخاف أبو خالد . يلملم أولاده من الشارع . يدخل مسرعا ، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه .

ابن أبي العبد يصرخ مذعورا ، من صوت طائر صغير يدخل من باب العمارة .

مالك ؟ يسأل أبو العبد ابنه بدهشة .

يشير الولد بيده مذعورا متأتأ . ينظر أبو العبد باتجاه المكان الذي أشار له الولد

يكتم خوفه ويهمس : خفّاش ؟ من أين جاء الخفاش إلى هنا ؟ . : هم النور الزط الذين سكنوا هنا حديثا . بعضهم يسكن الكهوف . وبعضهم يسكن الخيام . ولربما هو خفاش الحقل ... لا ... ليسوا الزط هم السبب ، بل هي واحدة من ألاعيب أبي خالد وخداعه ، كي يوهم السكان بانتشار وباء كورونا في العمارة ، ويسّرع في بيع علاجه الوهمي لفيروس كورنا .

لا . لن أتركه ينجح وسأسبقه في إعداد العلاج قبل أن يسبقني .

يلملم أبو العبد أولاده ، وأشلاء خوفه . يدخل شقته .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى