محمد سعيد الصكار - تأملوا ما يقول أنسي الحاج!

لأنسي الحاج وحده أن يكشف هذه الغمامة المحيقة بقصيدة النثر ومفاهيمها المتضاربة، فهو صاحبها العربي، ومغامر تجربتها الأولى، ومؤسس منحاها وسياق كينونتها. وله الحق كله في أن يقول ما يشاء عن رؤيته وتطلعاته لمفهوم الشعر بأبعاده ومجالات اختراقاته، وآفاق ريادته. وإذا كنت من مجايليه ومتابعي تجربته الأولى في (لن) وما تلاها، وكنت في دوامة التباس في تحديد ملامح هذه التجربة الأسلوبية التي كنا نبررها أحيانا بكونها امتدادا لما قال قُس بن ساعدة <ليل داج وسماء ذات أبراج.. إلى آخره> أو إلى محاولات جبران والريحاني، وكلاهما في سياق آخر لم أكن من أتباعه، كنت أعدها حقا أسلوبيا مشروعا في نطاق التجارب الفنية، متاحا لكل شاعر، إلا أن (البيان الثاني بعد مقدمة "لن") الذي افتتح به أنسي الحاج لقاء، أو ملتقى أو مؤتمر قصيدة النثر، رفع كل ما قيل عن قصيدة النثر، عبر نصف قرن من التجارب والنقد والتحليل والإحالة والتأويل والأخذ والرد، الى مستوى عال من التعامل مع معطى من معطيات التحولات الطبيعية لحركة الشعر العربي.
أنسي الحاج وضع بتعامل المعلم الواعي المتواضع رؤيته ومنهجه ونقده لما يحيق بهذا المعطى الأدبي من التباسات و(مغالطات) لهذه التجربة الإبداعية، ولا أحسبني مغالياً إذا قلت إنني لم أقف على فهم وتحليل ناضج لهذه الظاهرة الثقافية مثلما وجدت عند أنسي الحاج في بيانه الجديد. فأنا أحييه وأنتظر ممن يليه في المتابعة، أن يضيء هذه التجربة برأيه وإبداعه.

عن السفير

محمد سعيد الصكار

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى