محمد فائد البكري - خارج قلبه يعيش الآن!

عند أول منعطف في الذاكرة
أخذ لقلبه صورة جانبية
ورمى المسافة كقشرة موز
ترك التاريخ يشيخ في جسده
ومايزال يمشي بجلده
كمن يمشي بكفنه الجديد،
حطم كل مرايا الذات القديمة
وسدََّ بالصمت كل ثقوب الكلمات
سمَّوه مجنونا
وهو يرحل في أعماقه إلى أبعد مما يرون
ويتوغل في قلب اللاشيء
يهرول خارج قلبه حافي الخيال
عاريا من كل أوهام التاريخ
لا يعبأ بشظايا المجاز .
كسر قوقعة اللاشيء
قفز على مربعات الكلمات المتقاطعة.
وصار حرا من قيود الصدى
وكلما عاد إلى حبك
حاصرته الكلمات
وأشهرت عليه حزنها
ما أكثره الآن
وهو ينظف سماء الضمائر المستترةٌ
من أوساخ الغيب
وبقايا مخلفات الليل
ويقف أمام نفسه وحيدا
يقفل باب الجرح بوجه العالم
ثم يأخذ نفسا طويلا يرمم به حكمة جده القديم
و يرسم للامبالاة خارطة الكنز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى