جاسم الحمود - يومٌ مختلفٌ..

غداً سيكونُ يوماً مختلفاً
سأصحو متأخراً وأتناولُ وجبةَ العشاءِ صباحاً
سأذهبُ للعملِ دونَ أنْ أمشطَ شعري أو أنظفَ أسناني
سأقول لمديري أنه مقيتٌ وغبيٌ جداً وسأبصقُ أمامهُ دون منديلٍ
سأقولُ لزميلتي في العمل أنها بدينةٌ
سأجلسُ في المقهى وأشربُ الشاي وأدخنُ الأركيلةَ وسأغادرُ دونَ أنْ أدفعَ الحسابَ
وستضحكني شتائمُ صاحبِ المقهى
سأعبرُ الطريقَ وإشارةُ المرورِ حمراء
وإذا سألني أحدهم عنْ مكانٍ ما سأدلّهُ على مكانٍ أخرَ في الجهةِ المعاكسةِ .
سوفَ أبصقُ في وجهِ السمّانِ وأخبرهُ بأنه لصٌ كبيرٌ يتقنعُ بالدولارِ
سوفَ أعودُ للبيتِ وإذا سألتني زوجتي لما تأخرتَ سوف اصفعها واضحك
وإذا لم تسألني سوف اصفعها أيضاً
سوف أخبرها أنْ صوتها نشازٌ جداً عندما تظنُّ أنها تغني
غداً سأتمردُ على كل العالمِ وأرفع رأسي عالياً
وحدها أمي سأنحني أمامها وأقبلُّ رأسها وأخبرها أني أحبها كثيراً
غداً سأكون شخصاً مختلفاً ولنْ أكون مواطناً صالحاً
غداً سأكونُ أنا أنا ..
سأنام وأصحو في اليوم الثاني لأواجه هذا الجمع معتذراً بأني ليلةَ أمسٍ لم أكنْ أنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم الحمود / سوريا - الرقة -21/11/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى