نقوس المهدي - الدكتور علي الوردي.. علامة الاجتماع العربي

* قال له رئيس جامعة تكساس عند تقديم الشهادة له:
(أيها الدكتور الوردي ستكون الأول في مستقبل علم الاجتماع)

***

يعتبر الدكتور علي الوردي من ابرز رواد علم الاجتماع على الصعيد القطري، وعموم الوطن العربي والعالمي ايضا. حيث يصنف كاحد كبار المفكرين المتنورين الذين تركوا أثرهم في أجيال عديدة من الطلبة والمهتمين، لما تنماز به دراساته ومباحثه وكتبه وتحليلاته من عمق ودقة في الطرح، وبساطة في الاسلوب، وجرأة في تبني الأفكار المتحررة والظواهر الاجتماعية والقيم المغايرة المنعتقة من قيود الدوغما والتحجر الفكري والخوف، معتبرا بان قواعد علم الاجتماع تشيد على ارض الواقع، وليس بمعزل عن الناس، وبأن الأخلاق ما هي سوى نتاج الظروف الاجتماعية، ويرى بان التصور المثالي الافلاطوني للمفاهيم والظواهر خاطئ مبدئيا، لأن التاريخ الانساني لا يسير على أساس التفكير المنطقي بل يسير على أساس ما في طبيعة وسلوكيات الإنسان من نزعات وعصبيات لا تقبل التغيير، وقد وصفه المستشرق والباحث الفرنسي الشهير جاك بيرك في كتابه (العرب: تاريخ ومستقبل): ( الوردي كاتب يحلّق إلى العالمية بأسلوبه الذي يضرب على الأوتار الحساسة في المجتمع، مثل فولتير)
وقد شن حملة ضد الفهم الخاطئ للدين، مسفها الطريقة التي يتم بها تفسير الظواهر بالخطأ، وربطها بالخرافة، منتقدا الخلافات الطائفية والتشدد الفكري، خصوصا في كتابه وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري، متهما رجال الدين والسياسة بالرياء والزيف، ومحاباة اهل الجاه، وتجاهل مصالح الأمة، ومن جملة اقوال له
"نحن لسنا فئران تجارب لتدخلونا كل يوم في تجربة جديدة، فما معنى أن تستحدثوا مثلاً شرطة أخلاق، بالله عليكم هل لدى الشرطة أخلاق أصلاً؟ فإذا كنتم قد ضللتم الطريق فتعالوا إلينا لندلكم على الطريق الصحيح لحكم الشعب"
الشيء الذي جلب له العديد من الاتهامات والمضايقات والتكفير بدعوى الالحاد والشيوعية وغير ذلك من التهم المجانية، خاصة من الذين رأوا فيه خطرا على مكانتهم المهنية، وحاولوا قتله، وحينما مرض لم يجد في العراق سوى المزيد من العقوق والنكران ، وتكفل عاهل الاردن بمصاريف علاجه..
المثير للقلق أني حينما اسأل طلبة علم الاجتماع في بعض جامعاتنا الموقرة عن معرفتهم بالدكتور علي الوردي، منبها إياهم إلى أهمية كتاباته العلمية، فإني أكاد أصدم لأنهم لا يعرفونه ولم يسمعوا به طيلة مسارهم التعليمي، وهذا راجع الى التعتيم والحظر الذي مورس على كتاباته من طرف النظام البعثي ، وندرة تداولها بين الأوساط الثقافية ..

نقوس المهدي
أعلى