محمد فائد البكري - على حدود أمي!

أيام أنْ كانت بريطانيا العظمى
خارج جغرافيا الليل
سافر أبي إلى ما بعد بعد قريتنا
وترك الجبال على حدود أمي
وصل إلى عدن المحتلة
وزوّر اسمه
لينجو من يأسه القديم
ولكن أحلامه المزورة
كانت أشد عليه
من أحزانه الوراثية
لم يستطع اسم صالح المنصوري
أن يحمي أبي من ألم الذكريات
كان اسماً طِبْق الأصل من حزنه الشخصي
صار يشبهني الآن كثيرا
خبأ في اسمه المزيف حقيقة اللاجدوى
ولكن اسمه حملَ عنه كل تجاعيد ذكرياته المنفية،
وجينات اللاشيء
ورسََّم كل حدود خارطة التيه
قالتْ أمي: لايعنيني صالح المنصوري
كان اسماً في الجواز فقط،
كان هوية منفى
ورقماً بلا مشاعر جهوية ؛
لم يكن رقما قوميا للحب.
وربما في جغرافيا البرد
وقعت إحداهن في عشق صالح المنصوري
لكن فائد البكري لي وحدي أنا،
كانت لا تشعر بالغيرة على ذلك الاسم الترانزيت
ولا تخاف عليه من كيد النساء!
كانت وهي تتحدث عن أبي،
تبكي
وتمسح حزنا يخصني جدا
وتقول: لا أحد يستطيع أن يخدع الحنين
حتى وإن كان ما وراء البحار
مايزال فائد البكري
يخصني جدا
ويخص أحلامي التي لم تكبر معي
يخصني اسمه الذي كبر معه
ويأبى أن يشيخ في قلبي
أو أن يموت.
أما اسمه المزيف فقد تركته للآخريات
وللموت
والغربة
والليل
والصدى!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى