عبدالعزيز فهمي - ليتك العيد ...

لم أجد على المائدة
صحون الحلوى
ولا كؤوس التهاني
لم أجد فطائر أمي المعسلة
لم أجد قهوتها
وباقة الدعاء
لم أجد فرحة الأطفال في لباسي
ولا في كلامي
ولا الأيادي البيضاء
المخضبة بالحناء تمتد لي بالسلام
لم أجدك في البخور
لم تأتي لتفتحي ستائر عيني
كي يَحُلُّ فرحا في بيتي ضياء عينيك
فالعيد يا حبيبتي اليوم
هادئ كالصحراء في الهجير
يشبه ما تحدثه أدوات النفي
في كلامي
ما تفعله الأف المقصورة في نهاية السطر...
أحذيتي لم تعشق الطلاء
لا تريد المشي هذا اليوم
أراها تحزم سيورها وتَعْرج خلف خطوي
بطاريات المذياع منتهية
كهرباء الحي معطلة
فلا فيروز صدحت
ولا البيت تعطر بعبير الأغاني
الباب ظلت مغلقة
والنوافذ نائمة
وجسدي أصيب بنزلة هوان
فأخفيت رأسي تحت وسادتي
وخضت في الأحلام
أتذكر العيد في قريتي
البُردة تهلل على شفتي أبي
والصلاة على النبي
تزهر في الأزقة
تلم في البيادر البركات
تتسلق النخيل
تفرش التمر قبلات
كنا بسطاء بسطاء
كالجلنار في الجنان
وكالتين حين يحين القطاف
وكنا نعشق طاحونة الماء
تدور فندور
فدارت بنا الأيام
وصرنا جرارا من الذكريات
مملوءة بالحنين
كنتُ وكنا وكانوا
ولن نكون
كما كنت وكنا وكانوا...
عزيز فهمي/كندا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى