عبد الواحد السويّح - أنثى وذكرٌ وشيطان.. قصّة قصيرة

ربّما تجمعني أشلاؤها حينَ تمزّقنا وحُكم علينا بالرّقصِ...
إغماضةُ العينينِ سماءٌ قبلَ الخطيئةِ والحقولُ أنثايَ، العبثُ الضّحكُ، إيقاعاتُ إلهٍ مخمورٍ لا عهد له بالطّين. وكان لا بدّ من إقحام الشّيطان في اللّعبةِ.
الكونُ هروبٌ. الهروبُ جبنٌ. الجبنُ ليس أنا. أنا متجلٍّ أحصّلُ سوءاتي من عرقي وأتكفّلُ بإعفائكَ اللّهمّ من فضيحةِ محاكمتي.
كم يلزم من السّحر لنتوهّم أنّنا بعيدان كما زعموا وأنّ الشّيطان لنا عدوّ؟ أخرجتُها منّي فإذا بالخارجة أنا. تلك هي معجزتنا الّتي كذّبوها وعقروا اتّحادَنا.
في سبيل الخلودِ الموعودِ تُحرق أشجارُ الفانيةِ ويتحوّلُ الطّينُ إلى نار، يا قهّار، كيف تزرعها فيّ وتنهاني عن ثمارها، حتّى إذا ما أكلتُ قالوا ارجموا الزّانية والزّاني.
يئس منّا الاختفاءُ فعصى ولم يتستّر وقلنا ادخلوها عسى أن يكون لنا في نجاتكم من ربّي رضًى.
أعدّوا الحجارةَ. واحدة. إثنتان. عشرة... كم يلزمه وكم يلزمها، بل أينها منه هو؟
الحجارةُ وحدها الّتي تعانق طقسَنا. نبيّةُ المعَذّبين، معلِّمة الرّقص، وكانوا غضاباً يستلذّون بالواقعةِ: أنثى وذكرٌ وشيطان.
- معاذ اللْه، أهل النّار - قالوا- يا ستّار، الواقعةُ لا يمكن أن تكون إلاّ ذكرٌ وذكرٌ وأنثى.
جلدةٌ. رقصتان. خمس... دماؤنا تسترنا. الأشلاءُ. الصّراخُ. الجنونُ. انهيارُ الكون حين تجلّى وصدمةُ الجلاّدين.
كان القلب قلبا واحدا وكان اللّه عاشقا شاهدا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى