سعيد العساسي - تحت نخلة القيامة!

منذ العصيان الأول
منذ الحرمان الأول والأخير من مجرة الله
منذ حادثة دفن الغربان بعضها بعضا
منذ تذوقتْ أعصاب الأرض دم الضحية
وأنتَ لم تزل تقدم القرابين
لمدينة على ضفة النهر..
كتبتَ حرفها الأول بخط مسماري
على ظهر ألواح طينية منكسرة
وحين غَيَّرَ النهر مجراه
اشتد عطَشُكَ
صار الماء صدئا يخرج
من منقار طير نصفه صوفي مقتول..

تحت نخلة القيامة!
لا يزال صوته يزلزل جسد الصدى
فيجيبك الجبل بصلاة
على جثثه التي مزقتها الرؤى..

ها أنتَ كلما ألهب الصدى ضلوعك
دخلت المغارة
وأغلقت عليك بابها الصخري
كما في سفر الغيبوبة..
ثم أخرجت المرآة لتراهُ
فرأيتَ جَلَبَةََ تَتَصَبَّبُ عَرَقاََ من جبهتك
فأطلقت صرخة داخل الخزان الفارغ
وأنت تدق جدران الصحراء و تصيح
أنا ما كان
وما سيكون..

فيا أنت! لتكن صفعة يد بيضاء
على ربعها الخالي
دع الأزل يخط سيرتها الأولى
على خدك اليابس
وكن شعاع المرآة
على خطى الطين

20/11/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى