محمد علي يحيى "محمد سيزيف" - ألا تجلسين قليلاً..

ألا تجلسين قليلاً
بجانبي .. ها هنا
مثل شجرة أكلتها السنين
فإتكأت على حبيبها !.
ألا تجلسين قليلاً
بجواري .. هاهنا
كي اخبرك عن شيء جميل
عن لحظة تاريخية تنتظرنا على السرير
عن نشوة عارمة ..
عن حضن دافيء ينسينا
برد الشتاء
عن حفلة قُبل ساخنة على الرصيف!.
تعالي،
كي نمشط شوارع المدينة
و نسرق من البيوت
التي تحتضن الأزقة الأسرار الدفينة
نسمع عراك زوجين
يتشاحران على أمر تافه!
و في المنزل ذو الباب الأزرق يعلو صراخ إبن يجلده اباه كي لا يتمرد عليه.
نضحك بحب
ثم نواصل كالقطار متجاوزين المحطات الكثيرة.
و حين نقترب من بيت آخر
يتسلل صوت أنثوي خافت
من غرفة مراهقة عثرت على فارس أحلامها.
نترنح ..
ممسكين بأيادي بعضنا
كأننا نخاف من لعنة الفراق !.
و حين تشعرين بالتعب الشديد
أقبلك مرارا على شفتيك
كي أعيد عليك نشاطك الطفولي!
القبلة يا حبيبتي
إكسير الحب و ترياق مضادة من الحزن!.
ألا تجلسين قليلاً
أريد إصطحابك إلى مقهى نرسيس..
كي نحتسى الشاي الأحمر
تجلسين أمامي
بخجل، تلتفتين يمينا و يسارا
و تنظرين إلي خلسة
أنا أبحث عني في عينيك
اه يا قلبي .. لكم تبدين جميلا حين تخجلين.
تقولين بصوتك الأنثوي الناعم:
تأخر كثيرا هذا النادل!.
أنا الذي تأخرت في الحصول عليك
لا تأتي أيها النادل
دعني أخذ كفايتي من الحب ..
من النظرات التي تقع على قلبي كنسمة باردة!.
ألا تجلسين قليلاً
أريد يا عزيزتي أن أعتذر
لأنني تأخرت على حبك
لأنني لم أعثر عليك سريعاً
لا تلوميني ..
لست محترفا في لعبة الغميضة
لست شاعرا يحترف كتابة قصيدة ..
أحبك فوق الحب و بعد الحب ..
أحبك هكذا جمعاً
و لكم تمنيت عودتك
كي يعود الربيع والخريف لقلبي ..
كي تزدهر الزهور و تعود الفراشات لرقصتها الطويلة.
أحبك ..
كما تحبين أنت
حقييتك السوداء تلك ..
و زهرة الياسمين على باب منزلك.
تعالي .. سريعا كالبرق
أو كالبركان من قاع الجبال
تعالي الى قلبي على هيئة إعصار
أو على هيئة سقطة قلبية!.

# سيزيف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى