أدب السجون د. عادل الأسطة - جمال أبو غيدا : " تلاع الريح : الديماس " ٢ أدب السجون

هل يمكن إدراج رواية " تلاع الريح : الديماس " ضمن أدب السجون ؟
يشكل السجن مكونا فرعيا من مكونات عنوان الرواية ، فالديماس هو السجن ، وأظن جمعها دياميس وهي المفردة التي لا ينساها من قرأ رواية اميل حبيبي " الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي المتشائل " ( ١٩٧٤ ) حين وصف فيها اختفاء أهل عكا في العام ١٩٤٨ في الأقبية والسراديب خوفا من ارتكاب المجازر ضدهم ورغبة في بقائهم في مدينتهم رافضين الهجرة .
في ص ١٤٧ من الرواية يأتي الإنجليزي ( نايجل ) في كتابه " وقت للحرب ... وقت للسلم " على قلعة أروى وسجنها " إذ يعرف سجنها بديماس أروى أو سجن أروى " وفي ص٣٥٧ يسرد( نايجل ) نفسه عن السجن " دخلنا قلعة أروى على صهوات الخيول واتجه الشيخ هزاع أمامي نحو الباحة الفسيحة التي تعلو سجن الديماس السيء السمعة ، .. " .وللسجن هذا حضور لافت في الرواية كما لو أنه بالتأكيد معادل للسجون في العالم العربي كله لا في منطقة تلاع الريح القريبة من سوريا والأردن والعراق .
تحتل الكتابة عن السجن / الديماس مساحة كبيرة ، لا في كتابة الإنجليزي ( نايجل ) عن تلاع العلي ، وإنما في الكتاب الثاني الذي تكونت منه الرواية وهو كتاب " البرهان الفصيح والقول الصحيح في أخبار تلاع الريح " للإمام العلامة المحدث النسابة أبو الحسن محمد بن تاج الدين بن زين الدين التلاعي الشهير بابن تاج الدين . ، والكتاب ألف افتراضيا في ١٠٧٣ وكتب بلغة ذلك العصر ، لا بلغة عصرنا .
وأنت تقرأ عن الديماس في كتاب العلامة ابن تاج الدين تتذكر " وتريات ليلية " للشاعر العراقي مظفر النواب .
يقول مظفر :
" يا للوحشة اسمع
فوراء محيطات الرعب المسكونة بالغيلان
هنالك قلعة صمت
في القلعة بئر موحشة كقبور ركبن على بعض
آخر قبر يفضي بالسر إلى سجن
السجن به قفص تلتف عليه اغاريد ميتة
ويضم بقية عصفور مات قبيل ثلاثة قرون
تلكم روحي
منذ قرون دفنت روحي
منذ قرون دفنت روحي
منذ قرون كان بكائي " .
وعالم الديماس / عالم السجن ورعبه في الرواية يعيدنا إلى أدبيات السجن من رواية وسيرة ومذكرات ومقابلات تلفازية في عالمنا العربي في القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين ؛ في سورية والعراق والسعودية والمغرب و ... و ... .
هل تذكرون بيت الخطيئة يخاطب الخليفة عمر بن الخطاب :
" ماذا تقول لأفراخ بذي مرح
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
فاغفر سلام الله عليك يا عمر " ؟
صباح الخير
خربشات
٢٤ / ١١ / ٢٠٢٠ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى