محمد عباس محمد عرابي - شرح عمدة الحافظ دراسة وتحليل لجَمَالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ دراسة وتحليل للباحثة / هند إبراهيم ناجي

يعرض هذا الملخص لرسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها بعنوان ( شَرْح عُمدَة الحَافِظِ وَعُدّة اللافِظ )لجَمَالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ دراسة وتحليل، وهي رسالة تقدمت بها الباحثة /هند إبراهيم ناجي إلى مجلس كلية التربية في جامعة ديالى، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بإشراف/ أ.م.د. عليّ عبد الله العنبكيّ في رجب 1426هـ/ آب 2005م (1)
استهلال :
للعربية رجالٌ أحبوها وأخلصوا لها وأفنوا أعمارهم في خدمتها ، فتركوا لنا آثاراً جليلة سامية جديرة بالبحث والدراسة ، ومن هذه الآثار كتاب ( شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) لابن مالك ، فقد اشتّمل هذا الكتاب على جلّ الموضوعات النحوية والصرفية ، وضمَّ بين دفتيه آراء النحاة المتقدمين والمتأخرين ومذاهبهم بأسلوب أتسم بالبساطة والوضوح مشفوعاً بالشواهد والأمثلة والحجج ، وقد أخذته الباحثة موضوعاً لرسالتها التي تقدمت بها لنيل درجة الماجستير وبناء على اقتراح أستاذها الفاضل ( حسين إبراهيم مبارك التميمي ) فتوكلت على الله ، وعقدت العزم على المضي في دراسته ،مستمدة من الله العون والتقدير (2).
مكونات الدراسة :
اشتملت الدراسة على ثلاثة فصول تتقدمها مقدمة وتمهيد وشفعتها الباحثة بخاتمة فمصادر البحث ومراجعه .
التمهيد :كان التمهيد تعريفا موجزاً لحياة ابن مالك وكتابه ( شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) .
الفصل الاول (منهج ابن مالك في كتابه شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ
تناولت الباحثة في الفصل الاول (منهج ابن مالك في كتابه شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) مبينة فيه موضوعات الكتاب والمادة العلمية التي عرضها المصنف فيه ، محاولة ايجاد علاقة ترابط بين هذه الموضوعات ، ثم بينت أبرز مزايا منهج ابن مالك في الشرح .
الفصل الثاني ( أدلة النحو عند ابن مالك في شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ )
جاء الفصل الثاني خاصا بـ( أدلة النحو عند ابن مالك في شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) ، وبينت الباحثة فيه موقفه من السماع ، واعتداده به ، ثم تناولت شواهده القرآنية، والقراءات القرآنية ، والحديث الشريف ، فكلام العرب نظما ونثراً ، ثم عرضت موقف ابن مالك من القياس ، واعتداده به على الرغم من أنّ قياسه كان مقيداً بحالات معينة عرضت لها وفصلت القول فيها ، ثم عرضت موقفه من الإجماع واستصحاب الحال ثم التعليل .
الفصل الثالث ( المسائل النحوية والصرفية في شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ )
الفصل الثالث فخصصته الباحثة لدراسة ( المسائل النحوية والصرفية في شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) وقد قسمته على مبحثين :
الأول منهما : تناولت الباحثة فيه المسائل النحوية في الكتاب ، وفيه تحدثت عن مذهب ابن مالك النحوي وموقفه من جمهور البصريين والكوفيين ، ثم موقفه من النحاة افراداً ، ثم ذكرت آراءه الاجتهادية ، وختمته بذكر مصطلحه النحوي .
أما الآخر : فتناولت الباحثة فيه أبرز المسائل الصرفية في الكتاب وهي : أبنية المشتقات وأبنية المصادر وجموع التكسير والنسب والتصغير مصادر الدراسة ومراجعها الرئيسة
استعانت الباحثة في دراستها هذه بمصادر النحو ومراجعه الرئيسة التي تشكل عماد المكتبة النحوية من مصنفات القدماء ومنها كتاب سيبويه ومعاني القرآن للفراء ، والمقتضب للمبرد ، والأصول لابن السرَّاج ، ومصنفات ابن مالك المعروفة ، فضلاً عن اعتمادي مراجع أخرى في اللغة والنحو والقراءات والدواوين ، كما استعانت بالمصادر الحديثة أيضا حتى لا تكون قد أغفْلتُ جهود المحدثين في اللغة والنحو. (3).
نتائج الدراسة :
حاولت الدراسة إعطاء صورة واضحة تليق بمنزلة هذا العالم اللغوي النحوي الكبيرَ(جَمالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ )وكتابه ( شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ) الذي لاقى عناية كبيرة من لدن النحاة ، ومن أبرز هذه النتائج التي استخلصتها الباحثة من هذه الدراسة ما يأتي: (4)
1- اتسم أسلوب ابن مالك في شرح (عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) باليسر والسهولة ، وابتعاده عن الوعورة في الطرح والجفاف في تحليل المسائل النحوية الامر الذي جعل منهج شرحه أقرب ما يكون الى المنهج التعليمي الواضح اليسير الذي يستسيغه القارىء ويتقبله المتعلم ، وكذا هو الحال في كتبه الاخرى ، لذلك اتخذت مؤلفاته مادة للدراسة في مختلف المراحل الدراسية .
2- أهمل ابن مالك في كتابه بعض الموضوعات النحوية ، كما انه اختصر في مواضع واسهب في مواضع اخرى ، كما خلا كتابه من كثير من الموضوعات الصرفية وكان هدفه من ذلك كما يبدو هو عدم ارهاق الدارسين بموضوعات ربما لا تعود عليهم بفائدة كبيرة .
3- من السمات البارزة التي يجدها القارىء في كتاب ابن مالك (شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) هي : تأجيله شرح بعض المسائل ، وشرحه مفردات الكلمات الغريبة والاساليب التي تستحق البيان ، واهتمامه بالعامل والحدود النحوية ، واغفاله ذكر اسماء بعض النحويين ، وتردده في بعض آرائه النحوية عما جاء في كتبه الاخرى ، واشارته الى المراجع وآراء علماء اللغة والنحو .
4- عمد في استشهاده الى سبر اغوار منابع الاحتجاج المتنوعة ينهل منها ويغترف من معينها ما يسند بها قاعدته التي يقررها ويعطي حكمه النحوي والصرفي قوة ومتانة ، وقد اعتمد في شواهده على الآيات القرآنية الكريمة وجعلها في موقع الصدارة من بين بقية الشواهد التي استند اليها في تثبيت آرائه النحوية والصرفية ، كما أخذ بالقراءات القرآنية جميعا سواء أكانت متواترة ام شاذة .
5- أكثر من الاستشهاد بالأحاديث النبوية الشريفة حتى اصبح الاحتجاج بها من أهم مميزات مذهبه النحوي .
6- كان لكلام العرب الاوائل منظومه ومنثوره حظ وافرٌ في شواهده ، ولكنّ اهتمامه بالشعر فاق اهتمامه بالنثر لكثرة مطالعته لدواوين الشعراء .
7- اهتم ابن مالك في كتابه بالقياس وكان قياسه قائما على التوسع والتيسير كما اهتم أيضا بدليلي الاجماع واستصحاب الحال الا ان اهتمامه بهما لم يصل الى درحة اهتمامه بالسماع أوالقياس .
8- اهتم في آرائه ودراساته النحوية والصرفية بالتعليل فغالبا ما نجده يتخذ العلل وسيلة لتوضيح الكثير من المسائل التي تعرض لها رغبة منه في التيسير والسهولة في الفهم والاستيعاب ولكنه لم يتعمق في تعليله بالشكل الذي يجعله عالم فلسلفة لا عالم نحو ولغة.
9- لم يتعصب ابن مالك في كتابه (شرح عمدة الحافظ وعدة اللافظ ) لمذهب معين ، وانما كان ينشد الحقيقة حيثما وجدت ، وفي أي وعاء خرجت ، فنراه يوافق البصريين ان رأى الصواب معهم ، ويتابع الكوفيين ان سار الحق في ركابهم، واحيانا كان يترك المذهبين ليأخذ بآراء كبار النحاة ممن كان له في النحو نظرات انفرد بها سواء اكان من البصريين أو الكوفيين او البغداديين او الاندلسيين ، الا ان هذا البحث يجد ان ابن مالك وان حاول ان يتخذ لنفسه مذهبا وسطا بين هذه المذاهب فانه كان قريباً من البصريين في اكثر المسائل التي ذكرها في كتابه هذا ، شأنه في ذلك شأن النحاة المتأخرين .
10- لم يقتصر في اثناء طرحه آراء النحاة على ذكر الرأي مجرداً وإنما كان له دور المناقش والمحلل والناقد للرأي فنراه يؤيد تارة ويرفض أخرى ، ولم يأتِ تأييده أو رفضه اعتباطاً وانما جاء على العكس من ذلك ؛ لأنه يقدم الشواهد والحجج المؤكدة لكل رأي ولكل مسألة في حالتي الرفض أو القبول.
11- إن النضج الذي وصل إليه النحو في عصر ابن مالك بفضل جهود العلماء الذين سبقوه وعاصروه لم يمنع المصنف أو يرده عن أن يدلي بدلوه ويسهم في الخوض في مسائل النحو المختلفة ، لذلك كانت له آراء اجتهادية كثيرة من بنات أفكاره شغل بها النحاة الذين جاءوا بعده فأشبعوها نقداً وتحليلاً ، فكان فيهم المتابع والمعارض.

(1)هند إبراهيم ناجي ، شرح عمدة الحافظ دراسة وتحليل لجَمَالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ دراسة وتحليل ،كلية التربية، جامعة ديالى، رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها ، رجب 1426هـ/ آب 2005م
(2)هند إبراهيم ناجي ، شرح عمدة الحافظ دراسة وتحليل لجَمَالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ دراسة وتحليل ، ،ص1
(3)هند إبراهيم ناجي ، شرح عمدة الحافظ دراسة وتحليل لجَمَالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ دراسة وتحليل ، ،ص2
(4)هند إبراهيم ناجي ، شرح عمدة الحافظ دراسة وتحليل لجَمَالِ الدَّينِ مُحمَّدٍ بنِ مالِك النحويّ دراسة وتحليل ، ،ص197
  • Like
التفاعلات: محمد عباس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى