مصطفى المحبوب - بقليل من الحظ

بقليل من الحظ وصلت في الوقت المناسب
لم أكن أتصور أن تجتمع كل قصائدي
لتعلن العصيان ضدي..
أن تتجرأ وتشتم وجباتي وترمي توابلي من النافدة
دون أن تستشير حراسي الفقراء..
لم تعد ترغب في العيش معي بنفس السكن ..
حتى الملابس التي تعبت في اختيارها
وجدتها ممزقة ومرمية أمام بائع الملابس المستعملة
الذي استأجر الدكان الموجود أسفل بيتي..
عرفت فيما بعد أنه يبذل كل جهوده
ليفوز بعطف قصائدي..
كانت مطالبها بسيطة ومشروعة
لكن ظروفي الآن
لا تسمح لي بالبحث عن خيال
أو حلة تناسب قوامها ..
إستعطفتها أن تمهلني حتى يحل الشتاء
ربما صار بإمكاني حرث أرضي وشراء بذور
مستوردة تساعدني على العيش هذا الفصل..
لابد لي أن أتذكر أني رجل مؤدب
يعرف مامعنى سعادة قصيدة ..
لهذا خيرتها بين مساءاتي وبين دفء مجرة..
سمحت له بالتسوق واختيار الخضار التي
تساعدها على إعداد أكلات تنسيني غضبي
وغيرتي من جاري الوسيم ..
أن تدعو صديقاتها للسهر نهاية الأسبوع..
سمحت لها بترتيب صورها
وتعليقها على بابي حتى يتمتع بها المحبون والعشاق..
تمهلت وسألتها
كيف أساعدك على الحفاظ على نضارة حروفك..
كيف أجعلك تتغلبين على منافساتك..
كيف أجعلك تسابقين الفيلة
وتفوزين بعناقيد الذاكرة وسماحة رجال
يفترشون قليلا من الخبز والسجائر..
لم أكن أتمنى أن أعيش هذا الموقف الآن..
لكن بقليل من الحظ
استأجرت سيارة لحمل أغراضي إلى السوق الأسبوعي ... استعطفت الشعراء
كي يُسعدوا المتجولين بجيوب فارغة ليُقنعوا قصائدي بأن تصبح مطيعة..
وبأن تنصاع لأوامري وتعود للبيت
حتى أوزعها كيفما أشاء...
المصطفى المحبوب ..
المغرب ...
( نصوص قديمة ..)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى