رسائل الأدباء رسالةمن محمد عبده إلى الشيخ علي الليثي

سيدي الأستاذ الأكمل. متع الله الفضل ببقائه.

السلام على المولى ورحمة الله وبركاته. وبعد...

فقد تناولت الكتاب الكريم من المولى العظيم والأب البر الرحيم، وكان حظي من المسرة بنبأ صحته يماثل نصيبي من فضله ومنته.

وليس من وسع القلم أن يصف ما يفيضه المولى من هوامي الكرم، ونوامي العوارف والنعم. وكفى نعمة أن يثق المولى بحسيبه، ويجعل حسن ظنه به من أجزل نصيبه، ولهذا لا أُطيل الكلام، فيما تعجز عنه الأقلام، وتقصر عن بلوغه الأحلام. وإن لمولاي أن يمن علي بدوام الالتفات إلي، على ما في من تقصير، وباع في الكلام قصير.

وكتاب الأمير شكيب أبعث به إليه اليوم، وليس في تأخيره علي لوم، فإن البوسطة لا تقوم إلا في يوم واحد في كل أسبوع. وقد وصلني اليوم كتاب منه يسألني فيه تقبيل أيديكم، ومن لي بذلك اليوم وأن أكون في ناديكم، وقد أجد في كلام ذلك الأمير طلاوة بعد لقاكم، وأذوق من حلاوة كأنها من جناكم، فيظهر أنه نال من الأستاذ علي قصر الإقامة معه فوق ما نال مني، وكرع من دَنِّه فوق ما ارتشف من دَنِّي، فانتقل احتسابه في الأدب عليه، وتحول انتماؤه في الفضل إليه، فكان بذلك أرقى حسبًا، وأشرف نسبًا، شاء مولاي أو أبى.

والشيخ عبد الكريم سلمان وسعد أفندي زغلول يهديانكم من السلام ألوانًا، ويسوقان من التحيات إلى سيادتكم زرافات ووحدانا، ويذكران لكرمكم فضلًا وامتنانًا، ويسألان من تحاياكم عطفًا وحنانًا، وأن تجعلوا لهما من نظركم مكانًا، ومن عنايتكم أركانًا.

والمسؤول من المولى أن يواصل من مننه بما يتحفنا به من لطائف كتبه، والله يطيل بقاءه، ويحفظ للمجد علاءه، ولعل تشريف الجناب العالي يسمح لنا بلقاء مولانا في أوائل شهر أكتوبر، كما وردت به الأنباء، وسرت به ألباب الألباء. والسلام.

٩ صفر سنة ١٣٠٨

محمد عبده

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى