د. جوزاف ياغي الجميل - كتاب الحب الأول

( إلى الأديب الدكتور جميل ميلاد الدويهي، مع محبتي)


الحب... ما أكثر الكتب التي تتناقله كلمة على الأفواه. في ظلاله نما الإنسان الأول. ولأجله ترك الجنان، إلى عالم جديد.
كتاب الحب كثرت فيه الطبعات، وقل التوزيع. تطالعك في صورة الغلاف لوحة واحدة بالأسود والأبيض: آدم وحواء، في عريهما الأول، تحت شجرة تفاح.
آدم ينظر بحنان إلى حواء. وحواء ترمق الحية، وفي يدها اليسرى تفاحة تلمع تحت ضوء الشمس، وتعكس صورة صليب.
لوحة قد تبدو عادية. رسمها فنان مبتدئ، يكاد الحبر ينفد منها. ليس فيها مؤثرات خارجية أو أحاسيس. إطارها الخارجي يميل إلى السواد، مع خيوط بيضاء، مقوسة حينا، ومسننة أحيانا، بشكل سهام، أو حراب.
يظهر آدم في اللوحة شابا في مقتبل العمر. وحواء في نهاية الطفولة، وقد تدلى شعرها على كتفيها تداعبه ريح شمالية.
أحبت حواء التفاحة. استجابت لنداء الحية. قطفت ثمرة الإغراء. لم تستجب لاستغاثات الشمس، ولا لتحذير القمر. قطفت ما ظنته سعادة الحرية. كم اشتهى آدم، من قبل، هذه اللحظة. ولكن شجاعته كانت تخونه، دائما. لم يكن له جرأة حواء. كانت الحية تدرك هذا، فلم تدن منه لإقناعه بالمغامرة. حواء تملك، بفطرتها، رسالة الإقدام.
قضمة واحدة من ثمرة الثورة على اللازمان. وانفتحت قبة السماء. ريح عاصفة جالت في الأرجاء. طارت التفاحة من يد آدم. تدحرجت نحو واد عميق، بلا قعر. أمسك ادم يد قرينته، وفرا نحو اللامكان. اختبأ الاثنان تحت شجرة تين. نظر آدم إلى أنثاه، ولأول مرة، رآها فائقة الجمال والروعة. في تضاريس أنوثتها واحات وأنهار. انفجر بركان آدم. سالت الحمم نحو بحار الشوق اللؤلئي. وباح نور ساطع بأسرار الوجود.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى