حسن مغازي - "متاهة الأفعى"، تجاوز صاحبها نجيب محفوظ خيالا في هذه الرواية

متاهة الأفعى
تقع رواية (المعز عبد المتعال سر الختم) فى مائة وخمسين صفحة من القطع الصغير، موزعة إلى تسعة عشر فصلا، صدرت عن دار (أفاتار) فى فبراير 2018، فى ورق مميز مصقول، وبتصميم غلاف راق.
هى من طراز خاص فى عالم الرواية؛ استوفت بدءا ستة الشرائط المطلوبة حتما فى (نتاج الأدباء)؛ (صحة اللغة، استحقاق الفكرة، عمق الإحساس، خصوبة الخيال، توظيف الرمز، درجة التكثيف)، واستوفت أيضا شرط الفن الروائى الذى تنماز به الرواية عن سائر أجناس الأدب، وهو(السرد، بخمسة مكوناته؛ الأشخاص، والصراع، والحبكة، والعقدة، والحل)، واعتمدت على عدد من(تقنيات)فن الرواية؛ أهمها تقنية الـ(flash back)، وعلى عاتق سطورى هنا بيان كل.
(لغة)هذى الرواية(تبرأ)من الخطأ على تنوع مستويات الدرس اللغوى؛ أصواتا، وصرفا، ونحوا، ومعجما، ودلالة، وإملاء؛ إنه يصوغ كلماته؛ كأنه يعيد تشكيل الذهب، إنه يمارس تركيب كلماته فى جمل؛ كأنه يجمع الأصداف إلى اللآلئ، إلى الياقوت فى(عقد)واحد، وبـ(نظام)بديع، يخلب الأبصار، ذلك(العقد)النادر مبثوث فى جميع صفحات هذا العمل؛ افتح عشوائيا أية صفحة منه تنبهر؛ ففى صفحته الثامنة ـ فتحتها الآن عشوائيا على سبيل المثال ـ يقول:
(... وكيف تحوّلت حيـــــــــــــــــــــــــــاتنا في الحى إلى جحيـــــــــم مـــــن الشــــــــــك لا يطاق، بحرًا من الريبة، سماءً ملبدة بغيوم الأسى، أرضًا تفتّقت مسامات جراحها، وأخرجت للناس أثقالها ...)
تنمو(فكرة)هذى الرواية فى إثمارها عن نتائج(سوء التربية)، ونتائج(المال الحرام)؛ إنهما أهم أسس الفساد فى أى مجتمع؛ يتوفر (المال الحرام) فى يد من (ساءت تربيته)؛ فتتفرع أغصان الفساد، وتتفاقم ثماره، بما يستحيل صده؛ لابد للبلية من الهبوط إلى قاع لوح الزجاج المنحدر، مهما حاولت وقفها لابد من اكتمال الشوط؛ تلك هى حياة عدد من أشخاص هذى الرواية؛ أبرزها بطلها (أمجد)، وبطلتها (ياسمين)، وأخوها (جمال)... إنها مسرح الحياة على وجه الأرض، تجدها فى كل موضع، وفى كل زمان.
(المعز عبد المتعال سر الختم) فى جميع أعماله يتميز بسيطرة قوية على إحساس قرائه، يأخذ بتلابيبك أخذا، تكاد تلهث وراءه فى درجات العمق من الإحساس؛ أيا كان صنف الإحساس، إحساس بالخيانة من البطل(أمجد)تجاه القتيلة (وفاء)، وتجاه أخته (أحلام)، وتجاه زوج أخته (مدثر)، وتجاه نسيبه (جمال)، وتجاه ... ، أو إحساس بالعشق من القتيلة (وفاء)، والشقيقة (انتصار)، والعشيقة (ياسمين) ...، أو إحساس بعدم المسئولية الصادر عن البطل(أمجد)، أو العجوز(يعقوب)، أو ابنه(جمال) ...
فأما (الخيال) فإن (المعز عبد المتعال سر الختم) صائغ ماهر فيه، تتفوق هذى الرواية فى هذا العنصر على جميع روايات الأديب العالمى (نجيب محفوظ)؛ خذ هذا المشهد، يحكى فيه البطل(أمجد)رؤيته بطلة الرواية للمرة الأولى(ياسمين):
(ذهبت إلى الحمّام، وصادفتها خارجة منه، يا لجمال الصُدف!، وقعت عيناي عليها، لا يزال النعاس يمط جفونها للوراء، ويبدو وجهها مُعفّرًا من أثر النوم، يبدو أنها لم تكن تتوقع رؤيتي الآن، يا للحظ!، ما أجمل رؤية فتاة في الصباح الباكر، وهي خارجة من الحمّام، في هذه اللحظة بالذات يكتمل بهاء الأنثى، حين يلتقى خجلها من خروجها من الحمّام، بخجلها من جلباب نومها الشفيف، تستعر رغباتي، وتمور، كشف جلبابها عن كلّ أنواع الثمار، لم تكن ترتدي تحته شيئا، مجرد قطعة قماش خفيفة تلتصق بجسدها الفاتن، ولا شيء يفصل بينهما، يبدو أنها نامت بالأمس، ونسيت أنّ بالبيت فحلًا مثلي، يؤمن أن الصدفة تصنع المعجزات، هذه لحظة من أهم اللحظات التاريخية النادرة، في هذه اللحظة تبدو "ياسمين" بدون مساحيق، هنا تتجلى معاني الجمال دون زيف، جمال جسدها، وجمال حيائها، وجمال صُدفة اللقاء، في هذه اللحظة تستيقظ الرغبات، وتشتعل.
"ياسمين"، طويلة، بيضاء، عيناها عسليتان، شعرها أسود، كثيف، مُهمل، تجلى نهداها في شموخ، تفاحتان شامختان سقطتا لأعلى في عناد لقوانين الكون، "ياسمين" متوسطة الوزن، طولها يتناغم مع وزنها، ولصوتها بحة الصباح، قالت بخجلٍ وخوف:
ـ صباح الخير)
لغة الخيال لديه مطواعة بين أنامله، يشكلها كيف يشاء، يصوغ منها قصورا شاهقة من التراكيب الساحرة، تظل بها مندهشا حتى النخاع، وتلك هى أهم خصائص الأديب.
وأما(الرمز)فمتغلغل فى مسامّ هذى الرواية؛ بحيث لا تكاد تعثر على أى من عناصرها خاليا من(الرمز)؛ حتى أسماء(الأشخاص)مفعمة بالرمز مع تقنية (انقلاب الرمز) فى هذا الشأن؛ فاسم البطل (أمجد)، وهو رمز (الانحطاط) فى كل شىء، واسم أخته(انتصار)، وهى رمز (الهزيمة) على مدى حياتها البائسة، واسم أخته الأخرى (أحلام)، وهى رمز الواقعية فى كل شىء، واسم زوج أخته (مدثر)، وهو رمز الصراحة والوضوح، واسم المتهم بالقتل (بشرى)، وهو رمز إنذار البطل، واسم العشيقة (ياسمين)، وهى رمز العفونة فى سلوكها كله على مدى الرواية، واسم صديقتها (تغريد)، وهى رمز الحزن والبكاء فى كل مشهد تظهر فيه، واسم والد العشيقة (يعقوب)، وهو رمز الديوث، واسم أخيها (جمال)، وهو رمز القبح على مدى الرواية.
وأما(التكثيف)فإن كل كلمة وردت على مدار الرواية كلها جاءت تؤدى وظيفة خاصة؛ بحيث يستحيل الاستغناء عن كلمة واحدة من بناء الرواية كله، ينعدم فيها (الترهل) نهائيا، بل حتى فى (الرتبة)، لا يمكنك تقديم جملة، أو تأخيرها؛ تعد هذى الرواية نموذجا راقيا لتقنية (التكثيف).
مكونات السرد
للسرد مكوناته؛ (الأشخاص، والصراع، والحبكة، والعقدة، والحل)، و(سر الختم)بمهارة فائقة استطاع فى روايته(متاهة الأفعى)توظيف كل من تلك المكونات؛ فأنتج بناء سرديا بارعا، أكتفى منها هنا فى هذى (الإطلالة العجلَى) بنظرتين؛ إحداهما فى (الأشخاص)، والأخرى فى (الصراع).
كل (شخصية)فى هذا العمل تظهر فى الوقت المناسب تماما لاستتمام البناء الدرامى؛ كأنها تملأ موضع اللبنة الفارغ الوحيد فى ذلك البناء، ثم تظل تلك الشخصية تنمو وفق نمو أحداث الدراما؛ بحيث لا تبدو نابية فى نموها، وبحيث لا تظل ضامرة عند حجم ظهورها.
تستمر شخصية البطل؛ كما فى شخصية (أمجد) متنامية فى صنع أحداث الدراما من بدء السرد حتى منتهاه، أما الشخصية الفرعية؛ كما فى شخصيات (سعيد، وبشرى، وعبد الله، وأنجلينا، ...) فتظل تمنح عطاءها المؤثر فى بناء الدراما، ثم عند اكتمال أدائها التأثير المطلوب فى ذلك البناء تتلاشى من دون أن يشعر المتلقى بفقدانها.
وبين هاتين الدرجتين من الشخصية تأتى درجة وسطى من الشخصيات فى صنع أحداث الدراما؛ من ذلك شخصية(مدثر)؛ رجل القضاء، وفى الوقت نفسه زوج (أحلام)؛ شقيقة البطل (أمجد)، ظهرت تلك الشخصية ظهورا طبيعيا فى اللحظة المناسبة:
(وفي يوم أعلنت أختي الكُبرى زواجها، هبط عليها الحظ فجأة في هيئة عريس مُفرط البدانة، يمشي كأنه يقتحم الهواء، يداه غليظتان، صدره واسع، عيناه صغيرتان، حجبتهما كتلة لحم، سالت من مكان مجهول، تجمّعت حولهما؛ فضاقت حدقتاهما.
كان أملس الوجه، كثير العرق، يتصبب عرقا ولزوجة، يُشعرك أنّه أكمل استحمامه للتوّ، كثير الضحك، يفتعل الظَّرف والمداعبة. قّدمته لى أختي في أوّل تعارف:
أقّدم لك مُّدثِر).
(مدثر)شخصية وسطى؛ ليس له(البطولة المطلقة)فى الرواية، إنما ظهر عريسا فى وقت ما، وانتهى أيضا تأثيره فعليا بعد أدائه عددا من المشاهد، وإن ظل تأثيره يسيطر على شعور البطل(أمجد)حتى اللحظة الأخيرة.
والملحوظ نقديا هنا أن خصائص تلك الشخصية ربما لا تكون بتلك النقاط التى رصدتها لنا أعين البطل(أمجد)، إنما هكذا كان يراه البطل بأعينه المجرمة، لا يطيق طهارة الأنقياء، فيلصق بهم ما يستطيع من خصائص، يعوض بها إحساسه العميق بالنقص تجاه كل نقى؛ ذلك دوما هو انطباع المجرمين تجاه الأنقياء، انطباع الناقصين فى كل مجتمع تجاه المحافظين؛ فإذا تذكرنا هنا أن الواصف مجرم، وأن الموصوف من يكبح جماح ذلك الإجرام فإننا نكتشف آنئذ مدى التزييف الذى يتردى إليه ذلك الواصف؛ ليعوض شعوره بالنقص.
يتنوع(الصراع)فى هذى الرواية؛ أبرز أصنافه صراع(الإحساس بالنقص)فى شخصية البطل(أمجد)تجاه ذاته، وصراع(الإحساس بالخوف)من العدالة؛ فى كل لحظة هو يشعر بنقصه، خصوصا تجاه الأنقياء، يتجلى ذلك الإحساس لحظة اكتشافه وصية أمه:
(همسًا سمعت أنّ أمي كتبت وصيّتها، وسلّمتها لـ"مُّدثِر"، هكذا إذن، كأنني غير موجود؟! هل وصل الأمر إلى هذا الحد؟ أن أعيش بغرفة في البيت، ونصيبي من أموال أبي داخل مظروف عند "مُّدثِر"!!
حاولت كثيرًا التحدث إلى أمي، كانت تنظر إليّ، كأنها تنظر إلى غريب، صرت غريبًا عنها، تُحدّق في عيني، ثم ترفع يديها بالدعاء، ودموعها لا تجف، وكانت دومًا تُردد عبارة واحدة:
- ارجع إلى ربك يا "أمجد"، عليك بالحج.
حتى فاضت روحها في نهارٍ حزين، ماتت أمّي، رحلت من كانت تجمّل دنياي، رحلت، وتركتني لأعاصير العذاب والهموم، ليتني رحلت أنا بديلا عنها، ما أحوجني للموت، وما أحوجها للحياة).
وهو يشعر بخوفه دوما من العدالة، استمر ذلك الإحساس حتى اللحظة الأخيرة التى أعيد فيها من مهجره إلى موطنه؛ حيث استيقظ فجأة من إغمائه:
(صاحت "ياسمين" بفرح:
- حمدًا لله على سلامتك يا أمجد.
- أين أنا؟
- في المستشفى.
- ما الأمر؟
- مشاكل بسيطة، عدم الأكل والإرهاق، أتلفا أعصابك، تحتاج إلى الأكل والنوم كثيرًا، هذا ما قرّره الطبيب.
نظرت من النافذة، يبدو كلّ شيء غريبًا، كأنّني في مدينة أخرى.
سألتها بحنق:
- أين نحن؟
لاحظت نظراتي، وشعرت أنّني اكتشفت أمرًا مّا، قالت بتوتر:
- نحن في مستشفى خاص، في الخرطوم.
حاولت النهوض، ضغطت على كتفي؛ فأجبرتني على الاستلقاء، قلت وقلبي يكاد أن يتوقف:
- منذ متى وأنا هنا؟
- عشرة أيام.
- يا إلهي، إلى هذا الحد وضعي مخيف؟
- دخلت في غيبوبة طويلة، تعذّر علاجك بـ"سِنّار"، قرر الأطباء نقلك إلى الخرطوم).
وهنا تتجلى(الحبكة)؛ فهو قد خرج بليل من(الخرطوم)خائفا يترقب، يهرب من بيت أخته التى سرق ما فى حوزتها، ويهرب من الشرطة متوقعا أن زوج أخته(مدثر)قد أبلغهم بضرورة القبض عليه، وبعد شعوره بشىء من الأمان عند وصوله إلى(سنار)يجد نفسه فجأة قد أعيد إلى(الخرطوم)فى إغماءة طويلة، ويكتشف أن نسيبه(جمال)تحت الحراسة المشددة.
وتتجلى أيضا هنا براعة المؤلف؛ إذ جعلنا فى حيرة عميقة؛ هل البطل(أمجد)أيضا تحت الحراسة، وهو مريض فى سرير المستشفى ؟ لم يصرح المؤلف بشىء فى هذا الشأن، لكن مكونات الصراع تشير بقوة إلى ذلك، تكمن براعة المؤلف فى أنه لا يكتفى منك ـ أيها المتلقى ـ بأن تستوعب أحداث الدراما، إنما يصعد بك إلى درجة أن يجعلك أنت أيضا شريكا معه فى صنع تلك الأحداث؛ إذ يجبرك على توقع المستقبل.
الدكتور حسن مغازي، أستاذ النحو وموسيقار الشعر العربي بكلية الآداب، وعضو مجمع اللغة العربية على الشبكة العالمية.


= = = = = =


نشرتها باللغة الفرنسية:


Étude Critique
Sur le récit d’AlmuezAbdalmutaal, le Labyrinthe de la Vipère présentée par le grand spécialiste,Dr. Hassan Moghazy.
Traduit de l’arabe par Dr. Sobhi Mohamed Babiker
••••••••••••••••
Publié en février 2018 aux éditions Afatar au Caire, cette œuvre, en petit format d’AlmuezAbdalmutaal
se répartit en XIX chapitres et compte 150 pages, en papiers épais et une couverture attractive et inspirante.
L’œuvre représente un modèle ayant un statut bien particulier dans le monde du roman. De manière synthétique, on peut dire, en premier lieu, que les six outils de langage permettant de construire une œuvre littéraire, ont été habilement exploités.
Un bon usage des règles de la syntaxe, un style artistique, des idées profondes , une sensation féconde, une diversité de figures de style et de degrés d’intensité dramatique se rassemblent tous de concert au même endroit pour donner naissance à cette agréable mélodie.
L’œuvre a, en outre, suivi rigoureusement les éléments clés propres à la narration qui sont:
Le personnage.
Le conflit.
L’intrigue.
Le déroulement.
La résolution de l’intrigue.
L’auteur a utilisé, avec succès, la technique du Flash Back, parmi d’autres techniques intrinsèques en fonction de son but ultime.
Ce roman n’est pas seulement exempt de toute erreur de syntaxe, mais il est plutôt un guide multidisciplinaire pour l’apprentissage de la linguistique, l’orthographe, la phonétique, la conjugaison, la stylistique et la lexicographie.
Orfèvre autant que joaillier, l’auteur forge, martèle, fuse les mots afin de fabriquer des pièces uniques. Plutôt, Il explore la richesse de son imagination afin de construire des phrases et des expressions tel qu’un artisan qui accueille des perles rares, de diamant et de pierres précieuses afin d’en faire, avec habilité, un collier. Ce récit est un collier qui suscite, dans toutes ses pages, une lueur susceptible de remporter presque la vue de ses lecteurs. Veuillez le lire, au hasard, dans n'importe quelle page, certes, vous serez sans aucun doute épanoui et épaté. C’est ainsi que j’ai choisi, au hasard, la page numéro 8 pour la citer comme exemple:
{..., du coup, notre quotidien dans le Quartier s’est transformé en véritable enfer de doute, en vagues de soupçons, un ciel tout couvert de nuages de mélancolie autant qu’une terre qui ouvre les pores de ses blessures et elle fait sortir ses fardeaux...}
Les deux thèmes principaux que traite ce roman sont la mauvaise éducation et l’argent illicite. Ces deux facteurs sont la source de tous les vices et les maux de la société. Toutes les personnes corrompues et sans scrupules sont les fruits de ces mauvaises herbes qui sont la mauvaise éducation et le gain acquis d'une manière illicite.
Dès que leurs branches s’étalent, la communauté toute entière sera sujette à une contamination de cette épidémie qui entraînera subitement le collapse du système de la société ou de l’Etat. Or, nul ne pourrait arrêter une balle de désastre quand elle commence à se glisser sur un toit en verre incliné.
Quant aux personnages du récit, ils sont toujours présents sur le théâtre de la vie sur terre. Voici certains d’entre-eux, les trois protagonistes: Amjad, Yacimine et le frère de cette dernière, Jamal, ils s’interviennent dans chaque action et dans chaque moment tout au cours des événements du récit.
Dans toutes ses œuvres, Moez Abdalmuaal Sirelkhatim sait bien comment capter l’attention de ses lecteurs, les prendre au collet et les faire haleter derrière lui dans toute l’ampleur des sensation. Tout d’abord, l’état psychologique du héros, Amjad qui subissait l’emprise de la culpabilité et de la trahison à l’égard de sa victime Wafaa(l’assassinée), de sa propre sœur, Ahlam et de son beau-frère, Jamal. De ce fait, si on cite, à titre d’exemple, les passions d’amour de Wafaa, d’Intissar ou Yasmine sans pour autant oublier le sentiment d’irresponsabilité du héros Amjad, du vieux Yacob ou de son fils Jamal, on voit là, une atmosphère imprégnée de sensation et de sentiments régnant de facto, sur tous les personnages et télécommandant leurs actions.
Il apparaît clairement que Moez Abdalmuaal Sirelkhatim est un romancier doué d’une immense puissance d’imagination qui dépasse énormément celle de Najib Mahfouz. Veuillez contempler ce passage, ci-après, où on voit le héros Amjad raconter sa première rencontre avec l’héroïne, Yasmine:
{En me dirigeant vers la salle de bain, je la croisai soudainement en route; elle termina à peine sa douche et sortit. Oh là là ! Je ne crois pas mes yeux ! Quelle belle surprise ! Nos yeux se croisèrent pour la première fois. Ses paupières semblaient être étendues par la somnolence vers le fond et son visage paraissaient encore étouffé sous l’effet du sommeil. Prise sur le fait, elle se sentait confuse car elle n’attendait point de me voir à cette heure-là. Quel moment agréable fut cette rencontre ! Que c’est toujours tellement merveilleux de voirune jeune femme sortant tôt le matin de la salle de bain ! Ceci est l’heure propice où la féminité fleurit, s’épanouit et diffuse le mystère de sa beauté. Là, l’intimité de la salle de bain et surtout de sa légère robe de bain tirèrent la sonnette d’alarme de sa pudeur. Mes désirs ardents commencèrent à se réveiller et à se remuer dès que je vis ce cocktail de fruits. Elle ne portait qu’une simple robe de bain, plutôt un morceau de vêtement si transparent, collant sur son corps et laissant entrevoir ses parties intimes. Il semblait qu’elle avait dormi la veille tout en oubliant la présence d’un homme étalon comme moi. Certes, je crois que le hasard fait des merveilles. Un des moments historiques les plus rares. Me voici devant la vraie Yasmine plus naturelle, plus sexy, plus rayonnante que jamais sans maquillage, ni masque. L’angle de vision se montra dans sa forme la plus nette. Ceci fut un moment opportun pour contempler ces multiples manifestations de la beauté: la beauté de son corps, la beauté de sa pudeur et surtout la beauté de cette rencontre imprévue. Une telle coïncidence étonnante suffit à mes désirs de se réveiller et de se rallumer.
Voilà Yasmine ! Elle était de grande taille et de teint mat clair presque blanc. Elle avait des yeux bruns brillants , de longs cheveux noirs, épais, denses et ondulés. Fermes comme deux pommes, ses deux seins étaient toniques, galbés et pointés à l’extérieur comme s’ils s’obstinaient avec fierté à ne pas céder aux lois de l’univers. Son poids était moyen, idéal et en harmonie avec sa taille. Sa voix était pure et claire comme l’aube. Elle avait l’air timide et effrayé quand elle m’a dit: (bonjour !).
Almuez Abdalmutaal n’a pas seulement un immense pouvoir d’imagination, de rêveries, mais il a aussi du talent au bout des doigts susceptible de s’exprimer, de traduire ses sentiments et de façonner les mots afin d’en faire le meilleur usage possible.
Le symbole s’insinue tellement dans les pores de ce récit si bien qu’il y est plutôt omniprésent. De même, les noms de tous les personnages se sont imprégnés de symboles sans pour autant oublier que l’auteur utilise souvent la technique du symbole inversé. Aussi trouve-t-on que le nom du héros (Amjad) qui signifie (digne) en arabe, symbolise plutôt l’antonyme du sens de son nom, c’est-à-dire, indigne, malhonnête et avilissant. Il en va de même pour Intisar (La victoire), Ahlam (les rêves), Muddathir (La franchise), le tueur Buchra (La bonne nouvelle), l’héroïne Yasmine (Jasmin) et ainsi que Taghrid (La chanteuse), Yagoub (Jacob)et Jamal (beauté). Tous symbolisent respectivement l’inverse du sens de leur nom, c’est-à-dire; la défaite, la routine, la saleté morale, la mauvaise nouvelle, le deuil, le proxénète et la laideur.
Ce roman incarne un exemple-type d’intensité dramatique si forte. Étant donné qu’un grand nombre de moyens d’expression stylistiques y a été réalisé. Ayant une fonction précise dans le texte, chaque mot, chaque énoncé a été mis à sa vraie place au point qu’on ne peut le déplacer.
En ce qui concerne la technique de la narration, l’auteur a bien mis en œuvre tous les outils relatifs au mécanisme de la structure romanesque: Il s’agit là des personnage, du conflit, de l’intrigue, du déroulement et de la résolution de l’intrigue.
Il me suffit de mettre la lumière sur deux points principaux qui sont les personnages et le conflit afin de constater la structure impressionnante de ce roman. Les personnages évoluent naturellement et grandissent physiquement, émotionnellement et psychologiquement dans un processus lent et réaliste sur toute la distance du roman. C’est ainsi que nous trouvons que le personnage central, Amjad se développe et évolue en adéquation avec le rythme naturel du récit. En revanche, les personnages-clefs (Saïd, Bouchra, Abdallah et Angelina) vont continuer à participer aux événements et à y réagir, puis leurs rôles se réduiront petit à petit jusqu'à leur disparition totale sans même que le lecteur s’en rende compte. Il convient de citer en outre comme personnage secondaire, Muddathir, le Juge, ou plutôt, le marié de la sœur d’Amjad, Ahlam. Ceci a une vie dès le moment propice où il apparaît puis il disparaît en catimini de la scène. Cependant, il va laisser des traces dans l’esprit d’Amjad tout au long de sa vie.
{Un jour, ma sœur nous annonça son mariage. Le destin décida bien de lui offrir un marié. Un marié obèse inattendu lui tomba du ciel. Son état de marche donna l’impression qu’il affrontasse l’orage. Il avait de gros bras, une large poitrine et de petits yeux enfoncés dans une grosse masse de peau accumulée tout autour des orbites. Son corps ne cessa de transpirer excessivement tout le temps comme s’il venait de prendre sa douche sur-le-champ. C’était un bon vivant qui riait tout le temps, parfois tout seul.
(Voilà, je te présente, Muddathir), me dit ma sœur ! }
Il se peut même qu’Amjad a déformé la réalité du personnage de Muddathir en lui attribuant de mauvaises
qualités et en projetant sur son beau-frère une image négative , afin de s’auto-protéger de la réalité. Le sentiment de culpabilité est un contexte très propice pour développer cette projection psychologique. C’est plutôt la haine des diables et des criminels à l’égard des anges et des pieux. Ainsi, Amjad, le criminel qui se sert de cette projection souffre clairement de carences émotionnelles, en attribuant à son beau-frère, le Juge, des pensées remplies de rage et d’anxiété.
Cette œuvre présente de diverses situations de conflit. Le (complexe) d’infériorité et le sentiment de peur sont deux situations de conflit les plus remarquées. En premier lieu, on peut évoquer là, le complexe d’infériorité d’Amad envers lui-même et sa peur de la justice, plus précisément, de son beau-frère, le juge Muddathir. De même, on peut, bien évidemment, faire allusion au jour où Amjad a appris du testament laissé par sa mère avant son décès :
{J’ai déjà entendu que ma mère avait remis son testament à Muddathir. Comme si je n’existais pas, eh bah dis donc ! Comment elle a pu faire ça ! Nul ne peut croire que je vis dans une chambre chez moi, or, ma part de l’héritage est remise dans une enveloppe à Muddathir}, murmura-t-il.
Je tentai, de plusieurs reprises, d’en parler à ma mère mais elle était en train de me regarder intensément droit dans les yeux. Elle priait pour moi, en pleurant continuellement à chaudes larmes, puis elle n’a pas cessé jusqu’à son dernier souffle de me répéter une seule phrase:
<Ô Amjad, retourne vers ton Seigneur, et fais le pèlerinage à la Mecque !>
Et ainsi, ma mère s’éteigna rapidement sur son lit. Sa séparation fût difficile car elle m'entourait de bonheur et d'amour. Elle me laissa seul dans ce désert plein de tristesse et de deuil. J’aurais tellement voulu mourir à sa place, hélas ! }
Le sentiment de peur à l’égard de la justice a pris une place certaine dans sa vie quotidienne. Il continuait à l’éprouver même jusqu’au dernier moment marquant son expulsion vers son pays natal. Dans le coma, il venait de se réveiller tout d’un coup:
(Merci à Dieu de t’avoir sauvé la vie, Amjad), cria avec joie Yasmine.Où suis-je ?Tu es à l’hôpital.Pourquoi je suis là ?Ce n’est pas grave, c’est simplement les effets de la fatigue. Le médecin t’a conseillé de bien dormir et de manger sain et équilibré.
De loin, dernière les vitres de ma fenêtre, tout me semblait insolite. La vue du dehors me donna l’impression d’être dans une ville inconnue , vraisemblablement différente de la mienne.
<où sommes-nous ? >, je lui demanda.
Elle avait compris que je sentais bien que quelque chose n'était pas normal. Peut-être l'avait-elle lu dans mes yeux. Elle a répondu avec anxiété:
On est dans un hôpital privé à Khartoum.
J’avais essayé de me lever mais elle m'avait pris par l'épaule fermement. Je lui dit, et mon cœur faillit me lâcher:
Depuis combien de jours j’y suis ?Ça fait dix jours. A ce point là, mon état de santé s’est dégradé ? Tu était tombé dans le coma et ton état de santé continuait à se détérioré dans l’hôpital de Sinnar, c’est pourquoi on t’a transféré, ici à Khartoum.
Déjà l’intrigue se noue habilement si bien qu’on voit Amjad, après avoir dérobé les biens de sa sœur, il fuit la police et sortit de Khartoum, craintif, regardant autour de lui. Il avait tellement peur que son beau-frère, Muddathir eût prévenu la police. Une fois qu’il se sentait en pleine sécurité à Sinnar, le voilà il s’est trouvé de nouveau à Khartoum mais plutôt dans un lit à l’hôpital.
L’auteur a noué là fortement l'intrigue de son roman: en laissant aux Lecteurs l'embarras de démêler les antécédents.
Dr. Hassan Moghazy, grand spécialiste de la grammaire arabe et de la poésie arabe, professeur universitaire à la faculté des lettres et membre de la Académie de la langue arabe sur le web.​

11 février 2018



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى