مروى بديدة - في الليالي الصامتة و الهادئة أذكرك

في الليالي الصامتة و الهادئة أذكرك
غاية في الحذر ،غاية في الخوف
أكون مستعجلة و أرغب في الإنتهاء من ذكراك بسرعة
كمن يدفن جثة في ليلة حالكة و بلبس و مباغتة يريد الفرار
تحت الذاكرة و بين الأعصاب المتلاشية
شجيرات القيقب مستكينات ، رائقات في سبات
مازال بعض الصمغ نائما لا ينهمر الآن
ريثما و بالحزن الدافئ تصير كل الأغصان مائلة و ثقيلة
و إلى المنحدر العميق يسري الألم حديثا و مشعا
كأنما للتو حصلت على الجوهرة
كأنما الآن أعرفك و في خدعك البصرية تتفتق تصاويري مضطربة و بعيدة
تهب الرياح معاكسة و عاتية
و بعذوبة الجراح الجديدة تسقط الوريقات
حركة من البأس و الضجر
لكن و في أعلى السويقات و البراعم طاقة من الحرارة و اللعاب الذي أصفى من الماء في النبع
يعود ما سقط بغتة و أضعناه
و بخفة يهبط نور القمر على المحيط الفاصل بين قلبين
سرت في الدرب الطويلة
و بالتعب الذي حظيت به دون رفقتك
تمكنت من كسب القوة الهائلة و في عيني اتقدت شرارات من الحمم
و فوق الخطأ الفادح لأجهزتي المعقدة إنبلج فجر إلهي
و في الفجوة المضيئة إستقرت نقاط ضعفي و مضيت بعيدا بلا عودة
جهزت السهام و دربت الجواميس و الجياد
تغيرت ملامحي الفتيه و الحلوة
اكتسبت الندم و الشرور
و حينما تقدح النار في مفاصل الجمجمة
و خلف بريق الأحداق المحطمة يرن جرس من جلد و عظام
سأبدأ النزال و على ظهر حصان أغفو مكسوة بالرياش و الدم
في القبو الدامس و الرهيب أنضم إلى جوقة من الموتى مزهوة و وحيدة
و على رؤوسنا أكاليل الغار ترفرف يانعة على الدوام

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى