د. محمد سعيد شحاتة - شوق.. شعر

عبثًا تدفَّق شجوُها الليليُّ من بين النوافذ
أومأتْ كي يستقرَّ حنينُها في بؤبؤ العينين
يهدا
أو يغادرُ نحو مسكنها القديم
لعله يروي ضلوعًا أثقلتها الذكريات
عبثًا تراودُ ليلَها كيما يغادر طيفُهُ
أو يستقرّ على ربىً شهدتْ لحونًا عانقتها الأمنيات
لكنه أسرى من القلب المعتَّقِ بالحنين إلى ملامحها
فأرداها على شفة الموانئ
قال: كوني جمرةً
ومضى
فأحرقت الضلوعَ
وأسرت الأنفاسُ خلف خياله
ومضت تفتِّشُ في دروبِ الليلِ
أعيتْها الدروبُ
ومزَّقتها الأغنيات
طيفٌ
ونافذتان
وامرأة تفتِّشُ في دروبِ الليلِ عن مأوى
وأسئلةٌ / مُدىً
من كان أغواها بهذا الوهم ؟!
فانتصبتْ لها أشلاءُ من عبروا
تحدِّثُ عن طقوسِ الليلِ
من أغوى رباها بالطيور العابرات
وهي التي نصبتْ فخاخَ العابرين ؟!
- قد كنتُ أعبثُ .. فارحم الأضلاعَ
لملمْ من دروبِ الليل أشلائي
فها أنا أعترفْ
ظلِّي على كلِّ الدروبِ
ولا ظلالَ لعابرين ولا ضمادَ لمن نزفْ.
عبثًا تلملمُ من دروبِ الليل أغنيةً
تغشَّاها الشتاءُ
وحاصرتها الأقنعةْ
وتدثَّرتْ بأنين من عبروا
ومن نصبوا ضلوعهمُ دروعًا
في الليالي المفجعةْ
أرختْ سدولَ الدمع
فاسترختْ على الوجناتِ لؤلؤةٌ
مطرَّزةٌ بأوجاع الحنين
إلى عيون بالأماني مترعةْ
ومضت تلملمُ صورةَ الماضي
وتمسحُ في حنينٍ أدمعَهْ
وتعانقُ الطيفَ المراوغَ
علَّه أن يستقرَّ على رباها
أو يحدِّثُ عن عيونٍ غادرتها الأشرعةْ
لكنه أسرى من القلب المعتَّق بالحنين إلى ملامحها
فأرداها على شفة الموانئ
قال: كوني جمرةً
ومضى
ومضتْ
*
ظلان يعتلجان إصباحًا وليلا
واللظى طرقٌ معتَّقةٌ بأحلام العيون المطفأةْ
وعلى ضفاف القلب ترتاح الرؤى
وتلملمُ الأشلاءَ من دربِ الحنين
وتسكبُ الأنفاسَ في كأسِ التشهِّي
علَّها بين انشطار الروح تحيا مرة أخرى
وتستبقي الملامحَ والأماني المرجأةْ
وهمان يعتلجان
لا الصبحُ يُنسي أضلعًا نسجتْ على شرفات ليلٍ مثقلٍ بالبيد أحلامًا تدثَّرُ بالندوبِ
وتقتفي آثارَ موَّالٍ يئنُّ ويحتضرْ
أو بسمةُ الشمسِ العتيقةِ سوف تطفئ شهقةً
مرسومةً مابين أنَّاتِ الوترْ
والنظرة الملهوفة الحيرى تعانق رغبةَ النفسِ الشغوفةِ
وانطفاءَ الأعين الظمأى
وتابوتَ القدرْ
كم ترحلُ الأحزانُ
والأوهامُ باقيةٌ
تخضِّبُ ما تبقَّى من شواطئ للنفوس الظامئةْ
صدئتْ مدائنُ عمرنا
ما بين أشرعةٍ تضلُّ طريقها
أو همهماتِ الحلم منكسرًا
تدوسُ عيونَهُ في الليل ذكرى العابرين الناتئةْ
وهمان يعتلجان إصباحًا وليلا
والأخاديدُ التي رسمتْ ملامحَها الأفاعي
في دروب العمر
قد مدَّت طريقًا للرئةْ

*من ديوان: أن تحبّ جميلة




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى