علي سمودي - جنين في بحث خاص بذكرى ملحمة نيسان

الكاتب عصري فياض : معركة اشبه باسطورة قياساً بإمكانيات ومقومات الدولة الاقوى في الشرق الاوسط ومجموعة من المقاتلين الفدائيين في مساحة تقل عن كم مربع واحد

جنين – علي سمودي – كشف بحث جديد ، عن معركة مخيم جنين في نيسان 2002 ، اعده الكاتب عصري فياض ، أن المعركة التي انتهت بمجزرة ، اسفرت عن ارتقاء 64 شهيداً ، منهم 29 مقاتلا،و35 مدنيا، ونحو سبعين جريحا، وتهجير الاف السكان من المخيم، وأسر المئات من شباب ورجال المخيم ، تم الاحتفاظ نحو 166 اسير منهم، بعضهم لا زال يقضى السجن المؤبد عدة مرات لوقتنا هذا ، اضافة لهدم 470 بيت بشكل كامل، والحاق الاضرار بباقي بيوت المخيم بنسب متفاوته،وتدمير كامل للبنى التحتية الضعيفة في المخيم.

اثار النكبة ..

البحث الذي يتزامن مع الذكرى الثامنة عشرة للمعركة ، استعاد الكاتب فياض في مقدمته ، ابرز الاحداث والتطورات التي قادت لاقامة المخيمات ونتائج النكبة ، موضحاً ان نكبة الشعب الفلسطيني على يد العصابات الصهوينة في العام 1948،نشأ عنها نزوح واسع طال سكان مئات المدن والبلدات والقرى والتجمعات الفلسطينية في فلسطين التاريخية، منهم من نزح نحو الخارج الى كل من سوريا ولبنان ومصر والاردن، ومنهم من نزح وبقي ضمن حدود فلسطين التاريخية،مثل الضفة الغربية التي كانت تحت الادارة الاردنية ، وقطاع غزة التي كانت تدار بإدارة مصرية، والقليل نزح من بلدة الى بلدة وبقي ضمن ما يعرف الان بمناطق عام الـ48.

جنين واللاجئين ..

ويبين الكاتب فياض ، انه كان لمدينة جنين نصيب كبير من توافد هذه الكتل البشرية النازحة،تمركز ثقلها الاكبر في منطقة جنزور جنوب جنين االواقعة بين قريتي مثلث الشهداء وبئر الباشا ، موضحاً انهم كانوا قادمين من نحو 66 مدينة وقرية وتجمع سكاني مهجر من الداخل ، وقد حطت رحال خيامهم في سهل جنزور ،وعرف وقتها بإسم "مخيم جنزور"، مشيراً الى انه في شتاء العام 1952،والذي كان قاسيا على اللاجئين، حيث عرفت تلك السنة بسنة "الثلجة"، تهدمت الخيم على رؤوس ساكنيها، وطمرت بالثلوح،فقام الصليب الاحمر والجيش الاردني بنقل اللاجئين الى قسمين ، الاول ، وهو القسم الاكبر نقل الى غرب مدينة جنين بالقرب من محطة القطارات التركية القديمة، والذي يغرف الان باسم مخيم جنين ، اما القسم الثاني ، فنقل الى شرقي مدينة طولكرم والذي يعرف الان بمخيم نورشمس.

مخيم جنين ..

بالعودة للتاريخ ، يذكر الكاتب عصري ، ان مخيم جنين اطلق عليه في البداية اسم "مخيم العائدين" ومن ثم "مخيم المحطة"، إلا أنه اسمه النهائي الرسمي والشعبي استقر على مخيم جنين الذي اقيم على ارض إستأجرتها وكالة الغوث من مالكين محليين لمدة 99 عاما، بلغت مساحتها 375 دونما، ( الا ن مساحته 287 دونما مربعا بعد اضافة 12 دونما اثر الاجتياح) ويمكن اختصار تضاريس المنطقة بشمال سهلي، ووسط يتربع فيه تلتين طوليتين، وجنوب جبلي صخري.

ويشير الكاتب ، الى أن عدد السكان لدى تأسيس المخيم ، رواح 5 ألاف ساكن في البداية ، ثم ما لبث ان اصبح نحو 19 الفا قبل العام 1967،ثم تناقص بعد النكسة ، والان يتجاوز سكانه 18 الف نسمة حسب تعداد وكالة الغوث، ويعد ثالث مخيم في الضفة من حيث عدد السكان بعد مخيم بلاطة ومخيم طولكرم.

لتاريخ النضالي

كغيره من بقاع الوطن، كان مخيم جنين رحما من ارحام ميلاد الغضب والثورة، ويبين البحث ، انه رغم القهر والفقر والنكبة كانت أو مجموعة مسلحة إنطلقت منه في العام 1954،قبل انطلاق الثورة الفلسطينية،وهي مجموعة عسكرية كانت مرتبطة بالمكتب ال 23 السوري، كما نشأت فيه مجموعة عسكرية أخرى في بداية الستينيات، نفذت مجموعة هجمات على الاحتلال الاسرائيلي انطلاق من حدود ما يعرف بخط الهدنة الذي كان يفصل اراضي ال48 عن اراضي ال 67، ويضيف " عندما انطلقت الثورة الفلسطينية في العام 1965،إنضم الها الكثيرون من شباب ورجال المخيم، وشاركوا بالعمل الفدائي،وعند احتلال ما تبقى من فلسطين في العام 1967، ازداد عدد المنضمين لفصائل الثورة الفلسطينية فإرتقى الشهداء منهم الشهيد الشيخ حسن ابو سرية واعتقال العشرات وهدمت عدد المنازل"، و يكمل " استمر عطاء هذا المخيم طيلة عقود الاحتلال،فكان من شبابهم الثائر الشهيد والاسير والجريح والطليعي الجامعي والمبعد، حتى دخلت انتفاضة الحجارة ثم مضت وجاءت انتفاضة الاقصى، وألقت بحملها الثقيل في التضحية والفداء، وحفرت للمخيم مكانا عاليا في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني سطرها التاريخ بحروف من نور".



انتفاضة الاقصى ..

ما أن إندلعت شرارة إنتفاضة الاقصى،حتى كان مخيم جنين لهيبا متوقدا من نارها،فأصبح المخيم محط أنظار المقاومين وعرين تجمعهم من كافة الفصائل والاتجاهات،وخرجت منه العديد من العمليات الفدائية التي دفعت الاعلام الاسرائيلي بتسميته "عش الدابابير"، أو " عاصمة الاستشهاديين " .

اجتياح اذار ..

ويوثق الكاتب عصري فياض ، أن قوات الاحتلال شنت بدباباتها وطائرتها عدة عمليات قصف واغتيال، حتى جاء الثامن والعشرين من شباط من العام 2002، عندما حاصر عشرات الدبابات المخيم من كل الاتجاهات وبمساندة الطائرات، وتسللت وحدات من القوات الخاصة لمنطقة الجابرات التي تعلو المخيم من الجهة الجنوبية،ثم بدأ الدخول البري من عدة جهات تحت مساندة طائرتين من الاباتشي في معركة كانت على يومين متتابعين وفي ظل منع تجول مشدد، وانتهت العملية تلك بمحاصرة نحو 15 مسلحا في حي الحواشين في المخيم كان من بينهم الشهيد محمود طوالبة والشهيد زياد العامر والشهيد قيس عدوان و آخرين من المطلوبين الكبار لسلطات الاحتلال، وبعد الانسحاب المفاجيء لجيش الاحتلال صباح يوم الاثنين الثالث من آذار، كانت حصيلة الشهداء في المخيم 22 شهيدا منهم 6 من قوات الشرطة الفلسطينية والمقاومون ورجال الاسعاف والمدنيون والاطفال .

تصاعد المقاومة ..

هذه الاحداث لم تخفض جذورة المقاومة المسلحة ضدد الاحتلال، ووفق الشهادات التي يوثقها الكاتب عصري ، فانها تؤكد انها زادت شدة وخاصة العمليات الفدائية التي كانت تخرج من المخيم،فمن تاريخ العاشر من آذار الى الحادي والثلاثين منه خرج من المخيم ثلاث عمليات فدائية ، الاولى كانت قرب بلدة ام الفحم والثانية قبل نهاية الشهر بأيام في مطعم قرب حيفا والثالثة كانت في نتانيا، وقد بلغ مجموع قتلى الاسرائئلين في العمليات الثلاث ما يزيد على 60 قتيلا ونحو 200 جريح،عند إذ قررت حكومة الاحتلال تنفيذ عملية السور الواقي التي كان الهدف منها إحتلال كافة مدن وبلدات وقرى الضفة بقسوة، والقضاء على خلايا وأذرع المقاومة فيها .

معركة مخيم جنين ..

حدد الاحتلال ساعة الصفر ، فجر الثاني من نيسان من العام 2002 ، عندما تحركت نحو 400 دبابة ونقالة جند مدرعة وستة طائرات اباشي، وآلاف من جنود النخبة نحو جنين وبالتحديد مخيمها في محاولة للقضاء المبرم على عناصر المقاومة المتحصنة فيه.

بالمقابل، يوضح الكاتب عصري ، ان درجة التيقظ والحذر شكلت سلاح المقاومين المتحدين بالرغم من اختلافهم الفصائلي سلاحا حاضرا في المعركة،فقد أدركوا حتمية المعركة،فأعدو لها الاعداد اللازم حسب ما يملكونه من تعداد وعدة،خاصة وانهم استفادوا من خبرة عشرات من ضباط وقوات الامن الوطني اللذين انضموا للمقاومين في المخيم ومنهم القائد يوسف ريحان ابو جندل، الذي شكل من قادة الفصائل المسلحة من الشيخ محمود طوالبة قائد سرايا القدس وزياد العامر قائد كتائب شهداء الاقصى ومحمود الحلوة قائد كتائب عز الدين القسام وقائد آخر من كتائب ابو علي مصطفى غرفة عمليات مشتركة لادارة المعركة .

ويذكر عصري ، أن أول مهام غرفة العمليات كانت توزيع المقاتلين على احياء المخيم حسب الحاجة، وتلغيم الطرقات والازقة والبيوت،ووضع العوائق والسواتر الترابية والرملية، ونصب الكمائن، مشيراً الى ان عدد مجموع المقاتلين يراوح بين 170 الى 200 مقاتل، وقد تعاون آهالي المخيم معهم بشكل فريد،حيث وضع أهالي المخيم بيوتهم كاملة تحت تصرف المقاومين،كما تم وضع مكبرات للصوت عالية الموجة لاستخدامها في مخاطبة جنود الاحتلال وتحذريهم كخطوة من الحرب النفسية، وكان خطالبهم باللغة العربية ردا على مطالبة دبابات الاحتلال وناقلات جندة من المقاومين الاستسلام .

صور من المعركة ..

يقدم الكاتب فياض في بحثه ، عدة صور من ميدان المعركة ، ومن ابرزها ما حدث في صباح الثالث من نيسان ، وبعد أن طاف المقاومين في حارات المخيم وهم يطلقون التكبيرات تحت زخات المطر بشكل جماعي، بدأ القصف من دبابات وطائرات الاحتلال على كل هدف متحرك على اطراف وقلب المخيم، وشرع القناصة المحتلين واللذين كانوا بالمئات في ضرب كل هدف محترك في المخيم، في حين حاولت اليات عسكرية التقدم من كافة الجهات الى عمق المخيم ، ويضيف" بعد ثلاثة ايام من المعارك الطاحنة أخفق الجيش المحتل على تحقيق تقدم يذكر في تلك المحاولات،فإرتقى في الايام الثلاث الاوائل لهذه المواجهة 7 شهداء، خمسة من المقاومين كان من بينهم الشهيد القائد زياد العامر، وسيدتين احداهما ممرضة خرجت لاسعاف الحرجى، وعدد من الاصابات "، ويكمل " بينما قتل في الحارات الجنوبية جنديان وفي حارة السكة، تحديدا في منزل ام سري ،وايضا جنديان وفي منزل طوالبة القريب من منزل ام سري عدد من الجنود بعد هدم المنزل على من فيه بعد استدراج محكم قاده القائد الشهيد محمود طوالبة رغم اصابته برصاصة إخترقت يده"، ويتابع " عندها قامت قيادة جيش الاحتلال بتغيير وحدات الجيش القتالية لاول مرة ، واستقدمت قوات أكثر كفاءة ".



القتال الطاحن ..

رفضت المقاومة الاستسلام ، واستمر القتال الطاحن في اليوم السادس والسابع والثامن،وبحسب الكاتب عصري ، تمكنت قوات الاحتلال وتحت قصف مركز وشديد من سلاح الجو متمثل بستة طائرات اباتشي، ومئات الدبابات والناقلات ووحدات المشاة والقناصة من التوغل في حارات المخيم على الاربع جهات، فأصبحت أكثر تعرضا للاستهداف من المقاومين بواسطة الرصاص والعبوات اليدوية والالغام المموهة ، ويضيف " تقدمت قوات الجيش المحتل مسافة 100 متر في حارة الدمج بعد محاولات دامت ثلاثة ايام متواصلة، كما تقدمت قوات من الجهة الجنوبية الاقل ازدحاما،فدخلت حارة خبيزة وحارة السمرات، وشارع مهيوب، ودخلت قوات اخرى من الشمال بشكل طفيف الى منطقة الساحة"، ويكمل " اما في الغرب ، فقد تقدمت قوات اخرى من حارة السكة والتحدي وعبد الله عزام الى جورة الذهب، وكان هذا التقدم من كل الجهات مكلف لجنود الاحتلال، حيث قتل جنديان في حارة الدمج، وآخر في حارة الزبيدي، كما قتل جنديان واصيب آخرون في بيت السولمي ،واصيب عشرات الجنود، منهم ثمانية جنود بالقرب من بيت ابو جواد الواقع في قلب المخيم غرب حارة الحواشين، كما اصيب ستة آخرين في حارة زحالقة، وآخر بالقرب من حارة السمران"، ويستدرك " في نفس الوقت ، ارتقى عدد من الشهداء المقاومين والمدنيين كان منهم شهيد من الامن الوطني في حارة زحالقة وآخر في حارة الدمج وهو الشهيد طه الزبيدي وخمسة شهداء في منطقة الساحة منهم الشهيد نضال السويطات والشهيد مصطفى الشلبي والشهيد مهند الوشاحي ووالدته الشهيدة ام مروان الوشاحي التي اصابها قناص برصاصة قاتلة وهي تعذ المناقيش للمقاتلين، كما اسر مقاتل من أل مطاحن وتم اعدامه ميدانيا بعد ساعات على اسره حيا في المواجهات التي كانت تشتد في وسط المخيم".

الكمين والمواجهة ..

يروي الكاتب عصري ، انه في اليوم السابع للمعركة ، انحصر المقاتلون في حي الحواشين قلب المخيم والاكثر ازدحاما،في الجهة الشرقية منه ساد الهدوء المنطقة من بعد عصر اليوم السابع بعد سماع المقاتلين أن قوات الاحتلال التي تتمركز خلف مشفى جنين أحضرت وحدات خاصة وهي وحدة تسمى " اكوزة " لاقتحام حارة الحواشين من الجهة الشرقية، فكمن المقاتلون بصمت حتى الساعة الرابعة من فجر اليوم التالي، وعندما تسسلت تلك الوحدة بفوجها الاول المكون من 28 ضابطا وجنديا، واصبحت في زقاق "ام راضي" انهال عليها المقاومون من كل الجهات بالرصاص والقنابل اليدوية محلية الصنع، فكانت النتيجة مقتل 13 ضابطا وجندي واصابة 13 اخرين وفرار جنديين فقط واستولى على عدد اسلحتهم الحديثة والمتطورة .

بعد هذه المواجهة ، يوضح الكاتب ، أن قوات الاحتلال طلبت وقف النار لاجلاء قتالها وجرحاها،فرفعت قيادة المعركة ذلك الطلب للرئيس الشهيد ياسر عرفات فبكت عينه واعاد الامر لقيادة المعركة،فقام الاحتلال بقصف شرس ومركز اسقط سبعة شهداء مقاتلين منهم الشهيد نضال النوباني والشهيد محمد مشارقة والشهيدين الشقيقين امجد ومحمد الفايد، ويضيف " عندها حضرت القيادة الاسرائيلية لاطراف المخيم وعلى رأسهم ارئيل شارون ووزير حربة فؤاد من اليعيزر ورئيس اركانه شاؤول موفاز ، وقرروا مسح حي الحواشين بواسطة 11 جرافة (D9)،وفعلا شرعت الجرافات الضخمة عملية هدم كامل لبيوت المخيم في حارة الحواشين وما تبقى من حارة الدمج لمدة ثلاثة ايام".

اليوم الأخير ..

في الجزء الأخير من البحث ، يتحدث الكاتب عصري عن اليوم الأخير مع استمرار الاحتلال بارتكاب مجزرته بحق المخيم ، ويقول " بعد 11 يوما من المعارك الضارية، وبعد حصار المجموعة الاخيرة من المقاتلين في غرب حارة الحواشين والذين كان عددهم نحو 17 مقاتلا من كافة الفصائل،نفذت ذخيرتهم، وكانوا في منطقة محصورة لا تتعدي السبعين مترا،تدخل الصليب الاحمر، وكل الجهات الدولية لمنع تهديد اسرائيل من قصفهم وسحقهم بطائرة الإف16 التي كانت تجوب سماء المخيم " ، ويضيف " كما قدم السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله اللبناني مبادرة بإستعداده لاطلاق سراح الاسير الاسرائيلي الموجود بحوزته وهو اللفتنت كونونيل الحنان تلمباول مقابل رفع الحصار عن هذه المجموعة والمخيم، لكن إسرائيل رفضت،فأسرت المجموعة بعد ان فرضت بعضا من شروطها لتنتهي المعركة بعد 11 يوما في الرابع عشر من نيسان".

نتائج المعركة

وفق حسب احصائيات رسمية والاعلام الاسرائيلي ، يوثق الكاتب فياض ، أن نتائج المعركة في الجانب الاسرائيلي ، مقتل 27 ضابطا وجنديا منهم 13 من قوات النخبة الاكوزة،147 جريحا بجراح متفاوتة من خطيرة ومتوسطة وطفيفة حسب احصائية صحيفة يديعوت احرونوت ، وإعطاب وتدمير عدد من الدبابات وناقلات الجند التي بقيت أجزاء من مكوناتها في ارض المعركة لايام طويلة ، ويقول " كانت معركة اشبه باسطورة اذا ما قيست بإمكانيات ومقومات الدولة الاقوى في الشرق الاوسط ومجموعة من المقاتلين الفدائيين في مساحة تقل عن كم مربع واحد، وكانت هذه المعركة ولا زالت محط اهتمام المراكز والمؤسسات العسكرية الدولية من أجل البحث والدراسة والاستقراء".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى