جاسم الحمود - قمةٌ طارئةٌ لأجلِ عاشقٍ مجنونٍ

أُصِبْتُ بالحبِ
تسرّبتْ رائحتهُ منْ ملابسي
حاولتُ إخفاءَ علاماته
أدخلُ البيتَ خِلسةٍ أرمي ملابسي بسرعةٍ في الغسالةِ وأشغّلها
ألبسُ ملابسَ نظيفةً
انشغلُ بالتفكير بها
وأتظاهرُ بأنّي منهمكٌ في العائلةِ
عرفَ الكبارُ
شمّوا الرائحةَ
ظنّوا أنّها وعكةٌ عابرةٌ تزولُ بعدَ أيامٍ
لكنْ حالي ازدادَ سوءاً
جاهدتُ الأمرَ … واظبتُ على غسلِ ملابسي
وصرتُ أرشُّ الكثيرَ من العطرِ على جسمي
لكنْ فشلتُ
صارتْ نكهةُ الحبِّ تنزلقُ مع حروفي
تسرّبتْ رائحته من عيوني
تسرّبت نفاذةً قويةً … تسرّبتْ بكثافةٍ أزعجتْ الجميع
أدركوا حينها أنّـي مصابٌ بالحبِ فعلاً
فَـزِعَ كبارُ العائلةِ وعقدوا اجتماعاً طارئاً
لبسوا رداءَ الحكمةِ والوقارِ
أخرجوا منْ درجٍ قديمٍ تنبعثُ منه رائحةُ العفنِ
أوراقاً باهتةً قالوا إنها لائحةُ الشروطِ العامةِ والخاصةِ للحبِّ
فتحوا دفاترَ التاريخِ والاجتماعياتِ والدِّينِ
وعرّجوا على قوانينِ الوراثةِ
حللّوا ودققّوا وقررّوا ثمَّ أجمعوا :
عاشقٌ مجنونٌ
صغيرٌ مفتونٌ
رمتكَ عيونٌ
أنتَ صغيرٌ لا تدركُ معنى الحب
لا تستعجلِ سَتحبُّ عندما تَكبرُ
نظرتُ إليهم : الكبارُ لا يعرفون الحبَّ
عندما أكبرُ لنْ أحبَّ وسأجلسُ يوماً مثلكمْ لأحاكمَ عاشقاً صغيراً
تباً لكم … تباً لكم
فتحتُ أزرارَ قميصي
تدفقتْ رائحةُ الحبِ كريحٍ عاتيةٍ
طيّرتْ دفاترهم بعيداً
خنقتهمْ … رمتهم أرضاً كأسماكٍ على يابسةٍ
في حينْ كنتُ أتنفسُ هواءاً نقياً عذباً
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاسم الحمود - سوريا - الرقة - 4/10/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى