جمال امْحاول - طائرٌ روحانيٌّ و جسدٌ محنّطٌ

كان دائما
يفكر في المهجرْ..
هاربا من أرض
ضاقت فيه الأسرْ..
تقوده ساقاه
إلى أمصار
جميلة المنظرْ..
وجدناه غريبا
في السجن الأكبرْ..
الأرض تتمايل
مصابة بالدوارْ..
وهي مازالت
في شكلها المكورْ..
يُنقص من
أطرافها جزءٌ
كما يُنقص العمرُ
من عمره الأقصرْ..
أصابعه الملتصقة
لا تتغيرْ..
تكتب دائما
عن متلازماتٍ،
لا تصيب إلا الأعورْ..
تُنكِرُ قيادةٌ
سَبْرَ ما
في شاكلةِ الحزب
من تحيُّزٍ
إلى حليفٍ أشقرْ..
قِطعٌ
من هلوساتٍ
ساكنة في عماء
لا تعترف
بالخرائط
ولا بالصورْ..
همّها الوحيد
هو الإبصارْ..
كي تستحوذ
على ماخورٍ
فيه يَجتمع
أصحابُ التزمير
في استحسان
صوتِ النقارْ..
الذي يشبه إلى
حد قريبٍ
ذاك الخُوارْ..
خصوصياتُه
في حزن وفرح
بين أعماله
التي لا تؤثرْ..
كلّ أحلامه
هربتْ بالآمال
لم يعثرْ على
شيء فيه يُعذرْ..
وضع
قوانينَ جسمه
لحمايةِ ما تبقَّى
فيه
من ذرٍّ أغبرْ..
على عاتقه صقرٌ
مكسورَ الجناح
يشدُّ من عزمه
إذا ما سارَ
يوما ليُقبرْ..
روحه يُنتزع منه
حاملا نفسَه
على نعش أصفرْ..
يُحيط
بجثمانٍ في كفنٍ
محنّط بعنبرْ..
طائر روحاني
فوق قبره
يحذّقُ مليًّا
في صورته،
تعتريه
لحظاتُ سؤال
ناكرٍو منكرْ..
قال: أفي هذا
الجسد سكنتُ
مليا من الدهرْ..
الذي
لم يعد يذكرْ..؟!
عالم هذا
آخره نزع
وأوله نفخ
به يُؤجرْ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى