محمد فائد البكري - الرصاصة الأخيرة باتجاه الصدى!

منذ جئتُ إلى هذا الجسد
وأنا أبحث عن عنوان الحياة.
بالطبع، لا أحدثك عن حظي السيء!
أتحدث عن اللاشيء فقط.
أو اللاشيء السيء تحديدا.
منذ جئت إلى جسدي هذا
وأنا أحتاج إلى جسدٍ آخر
لم تستعمله الذكريات.
جسدي هذا غبيٌ جدا
استهلك أحلامه كلها
واستنفد مخزونه الحيوي من الأوهام.
أحتاج الآن إلى جسدٍ آخر ليس عليه بصمات حبك!
ولا يستطيع أن يحبك بالنيابة عني.
ولا يبحث عن امرأةٍ لتسلية اللاشيء.
أحتاج إلى جسدٍ آخر
ونصف قمرٍ مُضاءٍ بحبك
لأسحب جثة ظلي من تحت أقدام الليل.
وأصرخ بحريتي: أنا هنا لن أبرحَ جسدي الأول،
جسدي الذي أحبته امرأةٌتلعن واو العطف
وتكره أمسها وجيرانه الأعزاء
وأحيانا تحقد كثيرا على همزة الوصل
وتغري المسافة بالفراغ
وأحيانا تقيد تاء التأنيث المربوطة إلى جذع نفسها.
أحتاج إلى جسدٍ لا يحبك
حتى لايتركني أعالج الوهم بالمزيد منه،
ويطلق الرصاصة الأخيرة باتجاه الصدى!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى