المصطفى المحبوب - ماذا سأفعل بنفسي

ماذا سأفعل بنفسي
هل أتركها تغادر هكذا ببساطة
أعرف أنها قد إمتصت روائح كثيرة
أعرف أنها ترتاح أيضا وسط الأوحال ..
لكن الرجل الذي نصحني بأن أخلع نافذتي
وأرميها بسرعة لم يكن يعرف معنى الشعر..
لا أحد له الحق أن يطردني من هذه الحياة
لن أغادرها حتى أتمكن من مواعدة غيمة
قد يحصل بيننا سوء تفاهم
قد يحدث أن أتأخر في منحها مستحقاتها..
لكن لن أسمح لأي كان أن يسرقها من أمامي ..
سأمتهن حرفة التصوير
سأربطها بغيمات كثيرة وأرغمها أن ترقص
على ترانيم أنهار لا تحب من يسرق القبل والجمال ..
سأربطها بنغمات قصائد تحب اللعنة والبغاء ..
سأعلمها كيف تصلي دون أن تعاقب من نسي
وضوءه أو نسي ملابسه لأنها تفكر في
معانقة جسد متشرد أو فقير...
سأمتهن التصوير
على الأقل لا أحتاج للساني
سأتركه يستريح من بشاعتي
سأمنحه إجازة أو أرغمه على سفر بعيد
وسأكون بذلك بعيدا عن لعنة اللغة والشعر ..
الشعر حرفة خاسئة وكاسدة
لا يأتيك منها إلا
الشتم والإستهزاء ..الجوع والفقر ..
المرض والموت ..السهر و الإصفرار ..
اللعنة و العذاب .. !!
فيما مضى كنت أحضر اللقاءات الشعرية دون أن أنظر إلى ساعتي ، أو افكر في مغادرة القاعة تحت أي حجة..
لم يكن شيءٌ مني يفكر في الإستغناء عن متعة هذا الصحن أو تكسيره او عرضه إلى جانب مبيعات أخرى ..
لم أكن افكر في الإجابة عن أسئلة
الوجود والجمال ..العدالة والمساواة..
الديمقراطية وما يحيط بها .. الأخلاق والدين ..
العبادات الموزعة في كل انحاء الكون...!!
كنت أبتلع لحظات الجمال و الروح
الآن أنتظر فقط كلمات شكر وقلوب بأحجام وألوان
مختلفة لا تكفي حتى لدهن رطوبة قلبي المجوف ..

المصطفى المحبوب
المغرب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى