المصطفى المحبوب - ثمة في بيتي ما يشبه السحر..

ثمة في بيتي ما يشبه السحر..
كلما تذكرت المدن التي زرتها
تقف أمامي صور الأسواق
والممرات المؤدية إلى الأدراج المظلمة
حيث يتقابل المحبون
والهاربون من أبناك الألم ..
تقف أمامي مطابخ العزاب
التي تنتظر زيارة أطعمة لذيذة
حضرتها أيادي الأمهات ..
لا أفكر الآن في زيادة وزني
أو في المصاريف التي تطلبها علاج
أو موت أحد أفراد عائلتي..
لا أفكر في فاتورة الماء والكهرباء
و لاتهمني الإعلانات التي تشي
بالمواد الغذائية المغشوشة
أو الإشهارات التي تغري
بزيارة مجمع تجاري..
أما أخبار الحارس الليلي
الذي لا يفلح إلا في العشاء مبكرا
والنوم طيلة أيام السنة
لم تعد تهمني شهادته
لمعرفة من سرق دراجتي ..
لن أخدع مرتين
الأولى حينما استأمنت
الأشياء المحيطة بي
عن عنقي العاري..
عن محفظة أمي التي تشقى كثيرا..
عن راتبي الذي لا يغري بالسفر
و زيارة الأسواق الفخمة..
وأشياء أخرى تعرفت عليها
وأنا أستمتع بحكايات أبي الجميل..
والثانية حينما استأمنت خيالي
وحاولت اجتياز سحب الإسمنت
وأنا حافي القدمين
لم أفكر حينها في نقص
الحديد في عضلاتي ولكني
تذكرت أن الخطينة التي تنتظرني هناك
ستكون أكثر عذوبة من
عودتي إلى أجمل مدينة في حياتي...

المصطفى المحبوب
المغرب ..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى