عبد الرحمن مقلد - لن تتنفسَ بعد الآن

لن تتنفسَ بعد الآن
لن تنزاحَ الغيمة عنك
وقد أفلتَ طريقَك
مدنك تفنى
وحضاراتُ الـ5 قرونٍ تذهبُ قبضَ الريحِ
بمن تتصلُ الآن
الرعدُ عتى والبرقُ أضاءَ
ما أعطتْك التكنولوجيا
يبعدُ عنك
هباء
وغبارٌ أتلفَ ما وصّلْتَ
وما رتبتَ من الآليِّ
انتفضَ عليك
وأخلى الساحةَ بينك فردًا
والفيروسَ جماعاتٍ
تأخذُ منك الشمسُ الطاقةَ
تسحب منك الضوءَ
تحجبُ سيّالات الدفء
يخلو عقلك
من حيلته
يفقدُ ترتيباتِ المنطقِ
تنسى نُظمَ الحُكْمِ
مساراتِ الهربِ
وحيلَ الاستئناسِ
روضَ المادةِ
خلْطَ المَصْلِّ
تثويرَ العاطفةِ
شحذَ الروحانيةِ
تفقدُ نظرتَك الثاقبةَ
لا تتبصّرُ خطوًا نحو الخلفِ
لا تلمحُ ما يتوالى من أشباحٍ
لا مرئيٌّ تأتيك
فلا تبصره
يا ذا النظرِ المحدودِ
أين مراقبةُ الكاميراتِ
وأينُ منظايرُ الرؤية
والباقي من تحصيلك
عيناك اشتد الضوء
فذهبَ الشَوفُ
وراحتْ أفعالُ نبوتِك
فراستُك انهزمتْ
وثعابينُ الكَهْفِ تراوغُ وتزُوغُ
لا حاسوب لديك ليضبطَ قيدَ الحركاتِ
يعرّفُ ما تخفيه معادلةُ الزحفِ إليك
ومقاسَ الأرضياتِ اللازمةِ
لتنجو من لدغاتِ أفاغٍ
تتبعها غزواتُ الفيروساتِ
وهجماتُ الحُمر الوحشيةِ
إذا تنتقمُ فحولتُها
وتثأر للأَهْلِيَةِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى