جمال امْحاول - أغصان تلوِّح في الفراغ

سرعان ما يتبدد حلمي
بين غسق الليل
وثنايا الفجر
أستيقظ لأفتش عن بقاياه
بين جدران الأضغاث
تجرني رجلاي جر الأسير
أدرع الممرات حول منزلي
ألوح بيدي وعيناي مغمضتان
ألوح بها في الفراغ
عساني التقط صورة منه
تلك الصورة
التي مازالت عالقة في قلبي..
تلك التي
تبددت في حلم الوطن العربي..
صورة مشوشة،
تقمصت من الأسود والأبيض
شكل الأغصانِ
تخرج من صدري
لا يرى
جذعها الضارب في بطني..
ترسم وطنا
لم يفارقني منذ ولدت حيا..
ترسم وطنا
عربيا بريء المحيا..
أوراقها شعوبها تتداخل فيما بينها
لكنني فسرت حلمي...
لم تكون صورة
بل قفارا شاسعة
أمشي فيها
والدم عالق على يدي الأخرى..
أمشي على عظام الموتى..
خراب ودمار ، حروب وفوضى..
نمت
كي أجدد حلمي، بحلم
لا يشبه نفسي التي
مشت على غير هدى..
أبحث عن حلم في كل شيء
حلم يسكن الروح النقي
لا يلتهب ولا يتذمر
حلم لا يلوِّح
بأغصانه وثماره في الفراغ
أريد حلما يطير فوق وطني
بسلام
يرى روحي طليقة تعبر الحدود
دون جواز سفر
أريد حلما
لا يأوي إلى جبل يعتصم به
بل حلم كل عربي
يرى بيته جميلا
من فوق ذاك الجبل...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى