محمد عباس محمد عرابي - الخلاف الصوتي عند القدماء والمحدثين رسالة دكتوراه للباحث أحمد عطية علو الجبوري / عرض

الخلاف الصوتي عند القدماء والمحدثين رسالة علمية حصل بها الباحث أحمد عطية علو الجبوري على درجة الدكتوراه من جامعة تكريت - كلية التربية - قسم اللغة العربية عام 2004م بإشراف الدكتور /سالم غانم قدوري الحمد
وفيما يلي نص مكونات الدراسة، ونتائجها كما ذكرها الباحث أحمد عطية علو الجبوري ،وهي على النحو التالي :
مكونات الدراسة :
اشتملت الدراسة على تمهيد وثلاثة فصول :
التمهيد: تحدث الباحث فيه عن ( مفهوم الخلاف الصوتي و نشأته ومصادره) و ( التداخل بين مفهومي الخلاف الصوتي والتطور التاريخي للأصوات ) .
الفصل الأول: تحدث الباحث فيه عن الخلاف في مخارج الأصوات المفردة وصفاتها، وقد اشتمل هذا الفصل على ثلاثة مباحث:
المبحث الأول ( كان عن الخلاف في مفهوم المصطلحات الصوتية المتعلقة بالة النطق وأعضائها ووظائفها ) .
المبحث الثاني، فكان عن ( الخلاف في تصنيف الأصوات حسب المخارج ).المبحث الثالث ، تحدثت عن ( الخلاف في تصنيف الأصوات حسب الصفات ) . الفصل الثاني: ( الخلاف في الظواهر الصوتية الخاصة بالصوامت في التركيب ): وقد ضم هذا الفصل خمسة مباحث :
المبحث الأول: ( الخلاف في الإدغام وأقسامه ) .
المبحث الثاني : ( الخلاف في أحكام الأصوات الأنفية )
المبحث الثالث : ( الخلاف في الترقيق والتفخيم )
المبحث الرابع : ( الخلاف في أحكام الهمز وتفسير تلك الظواهر )
المبحث الخامس : ( الخلاف في تفسير ظاهرة التقاء الساكنين ) .
الفصل الثالث ، ( الخلاف في المصوتات ) .
واشتمل على خمسة مباحث :
المبحث الأول : ( الخلاف بين المحدثين فيما يتعلق بموقف القدماء من المصوتات ) المبحث الثاني: ( الخلاف في مخارج المصوتات ).
المبحث الثالث : ( الخلاف في موقع الحركة من الحرف).
المبحث الرابع : ( الخلاف في التأثر بالمجاور ).
المبحث الخامس والأخير ، فكان عن( الخلاف في القيمة الصوتية للمصوتات ) .
نتائج الدراسة :
توصلت الدراسة للعديد من النتائج ذكرها على النحو التالي :
1- أن الدراسات الصوتية القديمة كانت على معرفة كافية بالوترين الصوتيين وهذا ما تمت ملاحظته عند ابن سينا في كلامه عن تشريح الحنجرة .
2- أن أغلب المصطلحات الصوتية القديمة لم تكن قاصرة في مفاهيمها ، ولا داعي لاستبدالها بمصطلحات حديثة ، وأن أغلب التغيرات التي طرأت على المصطلحات القديمة ليس لها ما يبررها سوى متابعة الغربيين ، ويبدو ذلك نتيجة تأثر الجيل الأول من علماء الأصوات العرب بالدراسات عند المستشرقين .
3- أن الخلاف في عدد مخارج الأصوات عند القدماء والمحدثين ، يعود إلى الأسس التي بنى عليها كل فريق منهم وصفه للمخارج ، فمنهم من جنح إلى العموم ، ومنهم من فصل فزاد في عددها ، ومنهم من بالغ فجعل لكل حرف مخرج ، كما هو عند ابن الحاجب .
4-أنه لا حجة للقدماء من علماء العربية بأن المبرد جعل حروف العربية ثمانية وعشرين صوتًا ، وإنما نفهم من كلام المبرد عن حروف العربية بأن صورها ثمانية وعشرون وليست عددها .
5-أن إخراج الصوت مع الشهيق يساعد على معرفة مخرج الحرف وتمييزه ، ومن خلال التجربة بتكلف بنطق العين والحاء . على سبيل لمثال – مع الشهيق ، يلاحظ أن العين أدخل في الحلق من الحاء ، وكذلك الغين والخاء ، ويمكن لنا تطبيق ذلك مع بقية الأصوات المتجاورة في المخارج .
6- اختلف علماء العربية في ترتيب الأصوات ( الغين والخاء والقاف والكاف ) وقد بينت هذه الدراسة أن القاف أقرب إلى الفم من الغين والخاء من خلال تنافر الغين والخاء مع أصوات أقصى الحلق ووسطه لعدم تنافر القاف مع تلك الأصوات ، وهذا أمر قد يدل على أن الغين والخاء أقرب إليهن من القاف لذلك كادت أن تخلو المعجمات اللغوية من ورود الغين أو الخاء مع حروف أقصى الحلق ووسطه في مادة لغوية ، على العكس من ذلك ورود تلك الأصوات مع القاف ، فقد شاعت في المعجمات اللغوية ،وإن دل ذلك على شيء فمنه خلوصها من تنافر الحروف وعدم الثقل على اللسان الذي سببه التقارب في المخرج كما هو الحال مع حروف أدنى الحلق مع وسطه وأقصاه .
7- أن إطلاق تسمية ( المخرج الأسناني الشديد ) على مجموعة الأصوات الثلاثة ( د ، ط، ت) وتسمية ( المخرج الأسناني الرخو) على مجموعة ( ظ ، ذ، ث) من قبل بعض المحدثين ، مجانبة للصواب؛ لأنها تجمع بين مخرج الصوت وصفته ،وفي ذلك إخلال بالمنهج العلمي والتعليمي مما يؤدي الى التداخل والفوضوية بين المصطلحات .
8- أن الطاء غلب عليها الهمس منذ القرن العاشر للهجرة حيث ذكر المرعشي أن طاش كبرى زاده (968هـ) قال : " مخرج الطاء والتاء لما تحدا وانحصر الفرق بينهما في صفة الإطباق الحاصل في الطاء ، لزم من زيادة الإطباق في التاء المدغم فيه كون التاء طاء ، بعينها فيزول الإدغام " ونستدل من ذلك أن طاش كبرى زاده يتفق مع المحدثين بأن الطاء إذا أزيل إطباقها تصير تاء وهذا دليل على إعطاء الطاء همسا منذ زمنه كما أن تصريحه يوضح بأن الطاء والتاء يشتركان في صفة الهمس ، وليس ثمة فرق بينهما إلا الإطباق .
9-أن صوتي الواو والياء ، حلل كونهما غير مديتين ممكن عدهما اقرب الأصوات المتوسطة الى الرخاوة ،وذلك لقلة الاحتباس وكثرة جريان الصوت والنفس معها إذا ما قورنت مع بقية الأصوات المتوسطة .
10- أنه على الرغم من قدم مشكلة الضاد ، فإن القرن الرابع للهجرة هو الذي شهد التحول الكبير في نطقه ، ويلاحظ ذلك من خلال وصف ابن سينا لهذا الصوت ، حيث يرى أنه (( يحدث عن حبس تام كالجيم ، فهو يرى ان الضاد صوت شديد من الحروف المفردة على حد تعبيره .
11- أن ما استدل به الدكتور داود عبده ، من أن الصوت المشدد في اللغة العربية صوتين لغويين متماثلين لا صوتًا واحدًا ، ويستغرق ما يستغرقه الحرفان من الزمن ، بالناحية الصرفية ، مضيفا إليها الدلالة العروضية ، على أن العروض العربي يقتضي اعتبار المشدد صوتين صحيحين متواليين ، لا يمكن الاستدلال به على استواء زمن النطق بالحرف المشدد والحرفيين ، وذلك لأن الكم الشعري لا يمكن أن يحدد من خلاله( الكم الصوتي ) حيث إن السبب الخفيف في العروض لا يفرق بين المقطع الطويل المقفل ( من ) والمقطع الطويل المفتوح ( ما) ، حث أكدت الدراسات الصوتية أن زمن امتداد أصوات المد أطول من زمن امتداد بقية أصوات العربية ، وقد بينت الدراسات الصوتية أن الأصوات العربية في امتدادها على أربعة مراتب.
12- رجحت الدراسة القول بأنه: ليس للراء أصل في التفخيم ولا في الترقيق ، وإنما يعرض لها ذلك بحسب حركتها ، فترقق مع الكسرة لتسفلها وتفخم مع الفتحة والضمة لتصعدها ، حيث يتناسب ذلك مع التسفل الذي يوائم الترقيق ، والتصعد الذي يوائم التفخيم ، وهذا ما تقتضيه طبيعة النطق بالحركات الثلاثة ، ويؤيد ذلك ما صرح به الإنطاكي ، بأنه عند النطق بالفتحة يستوي اللسان في قاع الفم مع ارتفاع خفيف في وسطه ، وعند النطق بالضمة يرتفع أقصى اللسان نحو أقصى الحنك ، أما في حال النطق بالكسرة فإن الذي يرتفع من اللسان هو مقدمة نحو الحنك الأعلى حتى يبلغ أقصى ما يمكن الوصول إليه دون أن يمس الحنك .
13- أن الدراسات الصوتية الحديثة تنفي همزة ( بين بين )، وأن ما يحدث هو "سقوط الهمزة أساسا ، تاركة وراءها حركة ، تشكل مع الحركة التي قبلها حركة طويلة بحيث يتكون المزدوج بالمعنى الكامل " وهذا ما أكده الدكتور إبراهيم أنيس متابعة عليه الدكتور عبد الصبور شاهين .
وقد كشفت الدراسة أن ذلك يناقض تماما ما تفرضه البنية المقطعية في الشعر من عدم جواز الابتداء بالمقطع المديد ، فضلا عن كراهة العرب للاحتفاظ بهذا المقطع في النثر ، مما جعل يعمد إلى تقسيمه إلى مصوتين قصيرين منفصلين بوساطة همزة . ويرى الباحث أن ما أقره القدماء من أن همزة ( بين بين) في حكم المتحركة هو الصواب . وأن هناك علاقة ذهنية بين الهمز وتخفيفه ( بين بين) جعلت تلك الحالة بين الساكن والمتحرك ، وذلك مما استساغه العربي بحسه المرهف ، ويعضد ذلك قول ابن جني (( ويدلك على أنها وإن كانت قد قربت من الساكن ، فإنها في الحقيقة متحركة ، إنك تعتدها في وزن العروض حرفًا متحركًا )) .
14- أن تحديد سيبويه لمخرج الواو ، بأنه من الشفتين مع الباء والميم ، دعا بعض المحدثين إلى القول بإغفال القدماء لحقيقة مخرج هذا الصوت ، إلا أن حقيقة ما أدركه القدماء بعد سيبويه تنفي ذلك ، والدليل على ذلك ما ذكره المبرد من أن الواو تهوي في الفم حتى تتصل بمخرج الطاء والضاد ، وتتفشى حتى تتصل بمخرج اللام . وكأنه أراد من ذلك ، ما أشار إليه المحدثون ، من أن أقصى اللسان يرتفع قليلا أثناء استدارة الشفتين في نطق الواو .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى