حمزة باشر - شقوق الذاكرة

الحياة هنا..
نكهة ذبول
هي الصفة التي تثير كل شيء
بريق المساءات
طلليات الفراغ
رعشة الحمّى
والغد...
ذاك الذي يفيض بالأضداد

من قديم الزمان
جرى في العهد الأول
أن يُكتب هذا الكائن البشري
بحبر الغراب
هي سمة الإنسان
العاشق للأغوار
فناداها بالحنين

في ألواحه
حين كانت تنبض بشيء واحد
تجلى له في الرماد
سماه الذكرى
فاتسمت أصواته
بأغنية المنفى
ولون من الحزن
يورّثه للغمام

لا شيء يأخذني
وأنا أفكر في متاهاتي
ذاكرة تنحتني
تمثال أجوف
لوحة هي، أغانيّ الولهى
فإلام التستر بالوحشة
"كساكنة" تعانق الجدار
وحيدة وحيدة..
وحيدة

ساكنة
مكبلة أنت
حين تقفي
يمشي في داخلك الجدار

الآن، لا شيء...
وتر الكلمات
تلك هي محطتي
التي تفضي إليكِ
شيء من عدم
يدوّنه لحن الغراب
ذاك التائه
في دروب العبث
لا يملك صوته
ولا خطاه التي تبعثرت في الغيوم

كلّميني
عن عريّ المرآة
وهي تغوي "نرسيس"
قولي...
حين ينساب الظمأ:
ماء في شفتيكَ،
هو الوجود..
فأجثو أمام جسدكِ
مصغيا لذاك الشبق الخفي.
وأسمع شهقته مدويا..
إنني لا أكترث!


حمزة باشر
أنجمينا / تشاد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى