محمد عباس محمد عرابي - جلال الدين السيوطي منهجه وموارده في كتابه (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة) رسالة ماجستير للباحثة عبير عبدالرزاق إبراهيم

جلال الدين السيوطي منهجه وموارده في كتابه (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة) رسالة تقدمت بها الباحثة /عبير عبد الرزاق إبراهيم إلى مجلس كلية الآداب – جامعة بغداد وهي جزء من متطلبات نيل شهادة ماجستير آداب في التاريخ الإسلامي بإشراف ا. م. د. زكية حسن الدليمي 1428هـ / 2007م

وفيما يلي عرض مكونات الدراسة ونتائجها بنصها كما ذكرتها الباحثة /عبير عبد الرزاق إبراهيم في رسالتها المعنونة بـ(جلال الدين السيوطي منهجه وموارده في كتابه (بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)،وهي على النحو التالي :

مكونات الدراسة :

اشتملت الدراسة على " مقدمة ، وثلاثة فصول , وخاتمة"

الفصل الأول:- فقد تضمن دراسة لسيرة جلال الدين السيوطي :( اسمه ونسبه ,مولده، ونشأته، وأسرته، ورحلاته العلمية وزيارته ،وشيوخه، وتلاميذه و الآخذون عنه، ومناصبه التي تقلدها ، وآراء العلماء والمؤرخين فيه, ونقد المعاصرين, ومؤلفاته، ووفاته.

الفصل الثاني: فقد تناولت فيه الباحثة الحديث عن منهج السيوطي في كتابه ( بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة)وقد تناولت فيه بعد التعريف بالكتاب من حيث الاسم وتاريخ التأليف ودوافع التأليف ونشرات الكتاب وذيول وتتمات الكتاب، خطة الكتاب العامة التي شملت:- التنظيم والحجم، والإحالات والتكرار، وضبط الأسماء والمواضع لغويا، ثم عناصر الترجمة التي تشمل: الاسم وتوابعه ، والشهرة العلمية، والمولد، والشيوخ والتلاميذ، والرحلة العلمية والهجرة، والمكانة العلمية، والإنتاج العلمي و الأدبي، والوظيفة والمهنة، والصفات، والوفاة.

الفصل الثالث :تناولت الباحثة فيه موارد السيوطي في كتابه بغية الوعاة، وقد مهدت الباحثة بدراسة لمنهجه في تناول موارده وطرائق النقل منها وأنواع الموارد التي أفاد منها من المؤلفات السابقة والموارد المعاصرة التي: تضمنت الملاحظة والمشاهدة، والمشافهة والسماع، والإجازات، وشيوخه وشيخاته ومعاصروه من رفاقه وأصدقائه، ونقول دون مصدر.

الخاتمة: ذكرت فيها الباحثة أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال الدراسة.

مصادر ومراجع الدراسة :

أفادت هذهِ الدراسة من مصادر ومراجع كثيرة ومتنوعة ولا سيما تلك التي تناولت حياة السيوطي وعصره منها على سبيل المثال:ـ

كتاب(معجم البلدان) لياقوت الحموي أبوعبد الله ياقوت الرومي (ت 626هـ/12228م), وكتاب( وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان )لابن خلكان شمس الدين أحمد بن محمد (ت 681هـ/1282م), , وكتاب (المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقريزية) للمقريزي تقي الدين أحمد بن علي (ت 845هـ/1441م),وكتاب (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة )لابن حجر العسقلاني شهاب الدين أحمد بن علي(ت 852هـ/1448م),وكتاب(الضوء اللامع في أعيان القرن التاسع) للسخاوي شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (ت 902هـ/1496م),وكتاب (بدائع الزهور في وقائع الدهور),لابن اليأس أبو بركات محمد بن أحمد(ت 931هـ/1524م),وكتاب (الفلك المشحون في أحوال محمد بن طولون),و(مفاكهة الخلان في حوادث الزمان) لابن طولون شمس الدين محمد بن علي (ت 953هـ/1546م),وكتاب(تاريخ النور السافر عن أخبار القرن العاشر) للعيدروسي محي الدين عبد القادر بن شيخ عين عبد الله (ت 978هـ/1570م), وكتاب (الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة) للغزي نجم الدين محمد بن محمد (ت 1061هـ/1650م), وكتاب (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون) لحاجي خليفة مصطفى بن عبد الله(ت 1067هـ/1656م),وكتاب (شذرات الذهب في أخبار من ذهب)لابن العماد الحنبلي أبو الفلاح عبد الحي بن احمد (ت 1089هـ/1978م),وكتاب(البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع) للشوكاني محمد بن علي بن محمد (ت 1250هـ/1834م),وغيرها كثير, ومن المراجع الحديثة استفادت الباحثة من كتاب (المنتظم لابن الجوزي دراسة في منهجه) للحكيم حسن عيسى ,وكتاب(الذهبي منهجه في كتابه تاريخ الإسلام) لمعروف بشار عواد, وكتاب(جلال الدين السيوطي وأثره في الدراسات اللغوية)لمكرم عبد ألعال سالم.

نتائج الدراسة :

ذكرت الباحثة النتائج التي توصلت إليها على النحو التالي :

يتضح من خلال الفصل الأول أن:

* الشيخ جلال الدين السيوطي يعد ظاهرة فكرية عظيمة نادرا ما نجد له مثيلا في ذكائه أو نشاطه العلمي في عصره، فهو يمتلك شخصية فذة وعبقرية نادرة، وإدراكا واسعا، وقد أدى دوره العلمي على أفضل ما يكون الأداء، وامتاز بذهن وقاد وحدة ذكاء ,فسبب مواهبه المتعددة في ميادين الثقافة الإسلامية صار أعلم زمانه بعلم الحديث وفنونه.

*بدأت موارد ثقافته بحفظ القران الكريم، ثم أخذ بدراسة علوم اخرى كالتفسير بل كان شديد التعمق والفهم، ثم التعليل والتحليل، ومعرفة الأسباب والوصول إلى النتائج وذلك لامتلاكه عقلية علمية اصلية، تميل إلى الاستنباط وتحري الصدق، والدقة والأمانة العلمية.

*أهم العوامل التي أنضجت شخصيته العلمية وهي حرص أسرته على تنشئته نشأة علمية وأخلاقية صحيحة، وعاش في بيئة تموج بالعلماء والمفكرين والأدباء والتتلمذ على يد خيرة علماء عصره الذين تركوا في نفسه نزعة حب العلم.

*ترك السيوطي تراثا فكريا ضخما أسهم في أعداده وتكوين شخصيته العلمية المتميزة واستعداده الفطري، وثقافته الموسوعية المنوعة، وقدرته على الجمع بين أكثر من علم، وقابليته على الحفظ والاستيعاب، وتميزه بموهبة التحليل والتعليل والابتكار.

*يعد كتابه بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة الذي ضم 2210 ترجمة من نوادر التأليف في كتب اللغة وهو المصنف الذي وضع الشيخ السيوطي في صدارة المؤرخين، وقد حظي هذا الكتاب باهتمام العلماء وطلبة العلم على حدٍ سواء لاحتوائه على معلومات وافية عن رجالات النحو واللغة وقد اتخذه العلماء مصدرا ذا مكانة مرموقة في دراساتهم التاريخية، أما طلبة العلم فقد كانوا يفضلونه على سائر كتب الطبقات الاخرى لسهولة أسلوبه وغزارة معلوماته، وعمق افكاره وسهولة استخراج ما يحتاج اليه من معلومات حيث رتبه حسب حروف العجم

*وقد بذل الشيخ السيوطي جهدًا عظيما وسنوات عديدة من البحث والتدقيق من أجل أن يصل بطبقاته إلى درجة الكمال بعد أن تجاوز أخطاء من سبقه في هذا المجال.

*ويتضح لنا من خلال الفصل الثالث العدد الهائل من الموارد التي اعتمدها الشيخ السيوطي في تأليف طبقاته والتي وفرت له كما كبيرا وهائلا من المعلومات عن كل شخصية .

وقد استطاع السيوطي أن يتعامل بمنهجية عالية ومقدرة كبيرة مع ذلك الكم الهائل من المعلومات من دون أن يخرجه ذلك من منهج الاختصار الذي اختطه لنفسه من بداية كتابه حتى نهايته.

وقد كان الشيخ السيوطي دقيقا وأمينا في نقل مقتبساته وهذا ما أكدته الموازنة بين النصوص المقتبسة من طبقاته وبين الموارد الأصلية التي أخذ عنها مقتبساته.

وقد كانت موارده منوعة ما بين موارد سابقة له مثل والتاريخ والطبقات، والأنساب، ومعهم المشايخ، وكتب اللغة والادب والجغرافية وغيرها, و مصادر معاصره له التي تضمنت الملاحظة والمشاهدة والمشافهة والسماع والأجازات ومعلميه ورفاقه وأصدقاءه.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى