جبار الكواز - بستان قريش..

(قال الجاحظ. : بستان قريش وصف اطلقه العرب على عراق العرب وعراق العجم حين وزعه الخليفة الثالث على قادة جيوشه فصار اهله وارضه عبيدا وخولا لهم)




لا اشجارها التي اثكلتها السيوف
ولا ثمارها
وهي تتقمص جماجم الفوضى
ولا افقها الاسود المخضر
يسطر برهانه في سجل الاعشاب
كان يا ما كان
خيول تدكّ اثداء الصبايا
رماح تكسّر ظلال الموتى
ودروع تقرأ تعاويذ الليل في النهار
وملثمون
ملثمون
ملثمون
اسقطوا القابهم في الازقة
والبسوا في خضم خيلائهم اجساد الرمال للصبايا
وتقاسموا الطنافس نكاية بقصر الامارة
رتلوا سورة الروم
وهم يحرقون الانهار
بحثا عن السنة الابار
ومسحوا عيون المطر
ليغرسوا اوراد دمائنا شوكا
وكان يا ما كان
الرجل ذو العين الخشبية
ذو السيف الخشبي
ذو الجواد الخشبي
بقي منسجما
وهو يغادر خشبة المسرح
ظلّ العرق يصهل في ظﻻله
وبستان قريش
ما زالت تصرخ بالسبايا وتلهث باليتم
وكان يا ما كان
اين هوى الخلان? !
لقد دفن الملكيون سيوفهم بالضباب
واوقدوا غلهم في النخيل
وبﻻ اسماء
اوالقاب
اوكنى
ونكاية بعماتنا
اولموا حقائبهم مطارات
ومخادعهم اشﻻء ضحايا
وانين بﻻد
وكان يا ما كان
اين مضى الخﻻن? !
لقد مسحت سحابة بالسيف
من دفاتر السجون
وظلّت البستان في ظمإ مجنون
وكان يا ما كان
هؤﻻء
الهؤﻻء
الذين يخرجون من حلمي
وهم يخدعون انفسهم بأقنعة المعصية
والغفران معا
كيف اقنعهم بالمكوث? !
وهم يزوّرون احلامي باﻻغاني
ويتسترون بالخوف نكاية بالفرح
وبالماضي نكاية بالغد
وبحروف العلة نكاية بالمعلقات
كيف أحصيهم? !
وهم يختصرون احلامي بالظن
ويوسعون لومي باﻻنتظار
ويؤطرون حلما لي
لا يقفون عليه
ولا يبتسمون
ويغادرونه باكرا
قبل اوان النوم
هؤﻻء
الهؤﻻء
من علمهم سرقة الاحلام? !
وتزوير بصمات الروح في الزوايا? !
اين هم الان? !
اين انا? !
واين انت يا بستان? !
وكان يا ما كان. ......

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى