محمد عباس محمد عرابي - الشرايين والأوردة في ديوان "رقوم على حواشي العمر " للشاعر عبد الرحمن حسن البارقي

تناول الشاعر عبد الرحمن حسن البارقي " الشرايين والأوردة " بالحديث في ديوان رقوم على حواشي العمر ؛ حيث أشار إلى سكب بقايا الحلم المأفون من الشرايين ،وبين أن أوردته تلاشت في شرايين المصائب ،وتساءل عن وقوع الأوردة، وأن شتاء المشاعر يحقن عقوق الصقيع في الأوردة ،وأن الليل يعزف بأوردة الشاعر، و أن أوردته تختال بنبض العرفان.
سكب بقايا الحلم المأفون من الشرايين :
تحدث الشاعر عن سكب بقايا الحلم المأفون من الشرايين حيث يقول في قصيدة :" شفاه الأمس":
سأسكب من شراييني : بقايا حلمي المأفون
وأمسح من شفاه الأمس: قبلة قلبي المحزون
سألجم ثغر آلامي: وأغمد حرفي المجنون
وأنزف من وريد "العصر ... حتى أغرق الزيتون (1)
تلاشي الأوردة في شرايين المصائب :
يبين الشاعر أن أوردته تلاشت في شرايين المصائب فيقول في قصيدة :" عذرا؟!!":
عذرا وقد ألهبتً أربطة الحقائب ؟!
عذرًا وقد ألجمت أفواه الرغائب ؟!
عذرًا..
وماء القلب يهزأ من ترانيم السحائب؟!
عذرًا..
وأوردتي تلاشت في شرايين المصائب؟!
عذرًا.. وثغر قصيدتي مازال ينسج في تفاصيل المسا
والجرح ثاعبْ؟! (2)
السؤال عن وقوع الأوردة:
يتساءل الشاعر عن وقوع الأوردة فيقول في قصيدة :" شفاه الأمس":
لماذا الهجر يا أملي ؟:لماذا البعد عن مقلي؟
لم الإمعان في الترحا: ل و الإنصات للوجل ؟
لم الإيغال في المجهو:ل والإذعان للدجل؟
لمن أسرجت أمنيتي :قنادل زيتها أملي ؟
لمن أوقعت أوردتي :بلابل ألجمت عللي ؟(3)

شتاء المشاعر يحقن عقوق الصقيع في الأوردة :
يبين الشاعر أن شتاء المشاعر يحقن عقوق الصقيع في الأوردة حيث يقول في قصيدة (وحولي وجوه لها أقنعة ):
وحولي شتاء المشاعر
يعصف بالأفئدة
ويغتال حلم الربيع
ويحقن في الأوردة .. عقوق الصقيع
ويلقم أشلاء روح تهاوى ...بقايا النجيع
وأنت بنيَّ ربيع ..وعيناك دفءٌ
فخذني إليك (4)
الليل يعزف بأوردة الشاعر
يبين الشاعر أن الليل يعزف بأوردته فيقول في قصيدة (إيقاع ):
عني سلوا الليل كم عانقت ظلمته : حتى استحال إلى ديجوره قلمي
أودعته حلمي أودعته أملي : أودعته سري إليه حقائب الظلم ِ
عانقته زمنا عانقته عُمرا : صبغت في كل نبض منه لون دمي
حتى غدا توأمي عزفًا بأوردتي : ويستقيم على أوزانه نغمي(5)
أوردة الشاعر تختال بنبض العرفان
يبين الشاعر أن أوردته تختال بنبض العرفان فيقول في قصيدة (أنفاس النسيان):
يا من قد كنت أنا زمنا : نجتاح عقوق البركان
كم كنت أسافر في عينيـ:ـك أطارد فيهما عنواني
يكفيني أنك لي ذكرى : تشرخ أنفاس النسيان
ستظل حروفك في لغتي : تروي قناديل الأشجان
أنا لن أنساك فأوردتي : تختال بنبض العرفان (6)


المراجع :
عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"، المملكة العربية السعودية ،نادي المنطقة الشرقية الأدبي ،1431هـ

(1)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"،ص95
(2)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"،ص87
(3)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"،ص61
(4)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"،ص56-57
(5)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"،ص71
(6)عبد الرحمن حسن البارقي: ديوان" رقوم على حواشي العمر"،ص75

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى