محمد عباس محمد عرابي - فصول السنة في شعر نزار قباني.. من مختارات الشاعر محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله)

تناول الشاعر نزار ر قباني( فصول السنة :الربيع ،الشتاء – الصيف ) في شعره ، ويعرض هذا المقال لـ( بعض فصول في قصائد مختارة من شعر نزار قباني) من خلال مختارات الشاعر محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله ) حيث تحدث عن الربيع : فتحدث عن زيارة المرأة لربيع الحديقة الراجع، وعن الربيع الذي يزهر كالربيع في أعماقنا، و صور نزار الربيع بأنه مذبوح ويتهمنا نحن شعوب الشرق بأننا نعامل المرأة بقسوة. كما تحدث نزار عن الشاء ، وبين أن المرأة تريد أن تحيا بكل خلية منها مفاتن هذه الدنيا ببرد شتائها اللاذع، كما تحدث عن الصيف حيث أشار إلى خوف الأب من سؤال رياح الصيف عن شعر ابنته،وفيما يلي بيان ذلك
زيارة المرأة لربيع الحديقة الراجع :
يتحدث نزار عن زيارة المرأة لربيع الحديقة الراجع فيقول :
نزلت إلى حديقتنا ..
أزور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلا
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراكع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
أ حتى الأرض يا ربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ..بارع
أ حتى الأرض يا ربي ؟
لها يوم ..تحب به ..
تبوح به ..
تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي
لها سبب.. لها دافع
فليس الزنبق الفارغ
وليس الحقل ،ليس النخل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذي الأرض..
غير حديثها الرائع ..
أحس بداخلي بعثا
يمزق قشرتي عني
ويدفعني لأن أعدو
مع الأطفال في الشارع (1)
الحب يزهر كالربيع في أعماقنا :
بين نزار قباني في ديوان قصائد متوحشة ( قصيدة أسالك الرحيلا) أن الربيع يزهر كالربيع في أعماقنا حيث يقول :
فباسم حب رائع
أزهر كالربيع في
أعماقنا
أضاء مثل الشمس
في أحداقنا ...
وباسم أحلى قصة للحب
في زماننا
أسالك الرحيلا..
حتى يظل
حبنا جميلا..
حتى يكون عمره طويلا
أسالك الرحيلا..
أسالك الرحيلا..
أسالك الرحيلا..(2)
الربيع المذبوح :
صور نزار الربيع بأنه مذبوح ويتهمنا نحن شعوب الشرق بأننا نعامل المرأة بقسوة ،وإني اختلف مع نزار في ذلك فالشرق يحسن معاملة المرأة ويحترمها ويقدرها وهيأ لها مكانة عظيمة ومرتبة سامية شريفة فالمرأة وزيرة ومعلمة وطبيبة وشاعرة، وكاتبة وطبية وقائدة وضابطة، ومحامية ،ولها تمثيل كبير في المجالس النيابية والوطنية ،ومستشارة للقادة والوزراء .. فهي شريكة الرجل في بناء نهضة الأوطان ومحور رئيس في إعداد الأجيال ،ولها جمعيات تكفل حقوقها من حسن معاملة بعيدا عن الإهانة والتعنيف ،ولها رأيها المعتد به في مختلف القضايا فلا حجر عليها ،فالمرأة تعمل في مختلف ميادين العمل ولها حقوقها فكيف يتهم نزار الشرق هذا الاتهام الذي لا أساس له من الصحة ؟!، يقول نزار على لسان الفتاة العربية الشرقية :
يا سيدي
أخاف أن أقول ما لدي من أشياء
أخاف – لو فعلت – أن تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يمارس الحجر على عواطف النساء
يستعمل السكين
والساطور
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والأشواق
والضفائر السوداء
وشرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء (3)
الاستمتاع وبرد شتائها اللاذع بالدنيا
يبين نزار ر قباني أن المرأة تريد أن تحيا بكل خلية منها مفاتن هذه الدنيا ببرد شتائها اللاذع ؛حيث يقول :
أريد ..
أريد ..
كأية زهرة في الروض
تفتح جفنها الدمع
كأية نحلة في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد ..
أريد أن أحيا..
بكل خلية مني
مفاتن هذه الدنيا
وبرد شتائها اللاذع(4)
وإنا لنقول لنزار (رحمه الله وغفر له )المرأة في أوطننا لها حريتها في الحل والترحال تمتع بمباهج الدنيا والطبيعة الخلابة في كل زمان ومكان بأريحية وحرية تامة تامة تامة ،ولا أحد يمنع من ذلك .
خوف الأب من سؤال رياح الصيف عن شعر ابنته:
أشار نزار إلى استنكار بعض الفتيات لحرص أفراد الأسرة على أمنهن وعزتهن ،وخوف بعض الآباء على بناتهم(وهو من وجهة نظري شعور طبيعي لدى كل أب خوفه على بنته في فترة المراهقة دون مبالغة ) حيث يقول نزار :
تخيف أبي مراهقتي ..
يدق لها ..
طبول الذعر والخطر ..
يقاومها ..
يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جرأة المطر ..
يقاوم دونما جدوى
مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى ..
إذا سألت رياح الصيف عن شعري(5)



المراجع :
محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله )، القاهرة، دار التحدي للنشر والإعلام


(1)محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله )، ص34-35
(2)محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله )، ص96-97
(3)محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله )، ص26
(4)محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله )، ص36
(5)محمد ثابت (أجمل ما كتب نزار ر قباني قبل رحيله )، ص37-38

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى