أسماء رمرام - سلام على من به أرق..

المعاطف الشتوية تدفىء الأضلع، لكنها لا تدفىء الأرواح الباردة، وديسمبر ككل شتاء يثير في نفسي ذكريات كثيرة. إنه الشتاء ونحن فيه تائهون.
بينما ترتب أفكارك وتبدأ بالتخطيط لبعض مشاريعك التي طال تأجيلها، أكف عن التدفق كشلال على مسامعك، وأغري الشعر بما يجود به الليل كي أكتب أكثر..
إنه الليل وأنا في عالمي الورقي أراقب الاستعارات المرتبكة، والاستعارات الخائفة، والاستعارات القلقة، والاستعارات الواثقة. أكره أن أسهر كثيرا ولكنها جنة العزلة، والتي لا نخلع نعالنا وندخلها حفاة متواضعين في وضح النهار...
آه يا رجل!
كم أننا وحيدان ونحن معا، غريبان/قريبان/ شهيان/ لا يريد أحدنا أن يخدش حرية الآخر، ولهذا أمارس طقوسي في السهر على مرأى من عينيك وأنت لا تملك إلا أن تبتسم.
هل تصدق؟ أريدك أن تكتب لي! أريد إقحام وشمك في عالمي ذات ليلة، كي أشم رائحة الكناية وهي تتدثر بقلمك.
ماذا لو كتبت لي رسائل كثيرة بنكهة ديسمبر؟ ماذا لو جاءتني طازجة كبرتقالة ناضجة؟ كجرعة فيتامين c تليق بمزاجي الغريب؟!
لا بأس، لم يغيروا شيئا، أولئك الذين كتبوا كثيرا من الرسائل، ما زالت القصص هي هي، حزينة، بائسة، تعيسة، وما زالت النسوة تحرسن وحدة الليل بهالات سود تحت العيون!
أريدك!
وأريد الليل مثلما أريدك تماما، وأريد الشعر والعزلة أيضا، فهل هذا ممكن؟!
إنه ديسمبر ولا بأس أن تبتهل الرسائل لليل الطويل، ولهذا ها أنا ذي أكتب.
إنه الليل والنسوة اللائي لا يتحدثن عن غير إنجاب الكثير من الأطفال (كما لو أن الأمر بأيديهن لا بأمر الله) لا يعرفن أني كتبت معظم قصائدي في الساعة الثالثة صباحا أو الخامسة صباحا كمن به لعنة تمنع عينيه من النوم، وأن القصيدة تربكني حين توشك على المجيء، وأن الخلق في العالم الورقي أصعب وأكثر مشقة.
إنه الليل وأنا هي أنا، وأنت الذي في الصلاة الأخيرة ورب الكعبة، لا اسم بعد اسم الله سوى اسمك أنادي عليه في ظلمة الثلث الأخير.
أسماء رمرام
13 ديسمبر 2020.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى