محمد فائد البكري - أحمل لقب حبيبٍ سابق

وحيدا أمام نفسي
وأمام عطرك الذي يحاصر الزوايا
ويحتل ذرى اليأس
وحيدا أمام الليل
في أقصى جغرافيا الحنين
أعترف لك الآن بأني أواجه كل اللاشيء
وأتعثر بكل أثاث الفراغ الحزين
وحدي أواجه الصدى
ولا أخاف من التردد.
وحدي
نهبت كل خزائن الهباء
وكل إكسسوارات اللامبالاة،
لم أعد الرجل الذي كان أنا
الرجل الذي كنتِ تحبينه لكل تلك الأسباب الكثيرة
التي ماتت دفعةً واحدة.
ذلك الرجل الذي كان يحبك مات،
أنا الآن جثته فقط.
وأستطيع أن أتحدث معك
كخبيرٍ في الخواء
والعلاقات العاطفية الفاشلة
أو الخيبات المكررة.
أستطيع أن أشاركك أسباباً كثيرةً عن الحموضة
والغباء الوراثي
والنساء الخائفات من الله فقط.
أستطيع أن أكون الآن رجلاً مشاعا للحب
أستطيع أن أكون حزنا عاماً
أو مرشدا سياحيا للعميان
أحكي لهم عن ترنيمة الشمس
وأصنع لهم بالكلمات
زمنا لايموت.
أستطيع أن أضحك للغرباء
وامنحهم أوهاما جيدة.
أستطيع أن أعمل لديك
كعالم آثار
يعرف قيمة المومياء
ويتحدث كثيرا عن تاريخ القبلات المصنوعة من القش
وحضارة الماء
والضحكات التاريخية
والعملات القديمة.
أستطيع أن أعمل مساعد عاشق
أو مستشارا عاطفيا.
أحمل لقب حبيبٍ سابق
بكل مسؤولية عن الألم.
أستطيع أن أكون صديقك أيضاً عند الحاجة إلى جسدي.
وأستطيع أن أحبك على مسافة تنهيدتين
وأن أكذب عليك بالتقسيط المريح
وأغسل بالدموع كل الكلمات التي لطختها المساحيق
هكذا صار حبيبك يعمل لدى حزنه فقط.
هكذا صار ينفّذ مهمة الغريق الأخير
ويعجز تماما أن يكون ضحيةً كل مرة.
  • Like
التفاعلات: ياسين الخراساني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى