أسماء رمرام - جنة..

لإفريقياَ جنةٌ يا رفاقُ
كمثلِ الخيالِ
يباركها الربُّ
يحفرُ في رملهاَ القلبُ
يخرجُ من جوفهاَ الماءُ
سُقيا َ تلونُ صحراءهاَ الشاسعة.
لإفريقيا جنة يا رفاقُ
متى ما مررتم على ساحلِ البحرِ
قلتم هناَ تستقيمُ الحياةْ.
لإفريقيا جنةٌ
لو أرادَ الحمامُ الذي أخذته الرياحُ
شمالاً
وغرّ بهِ البحرُ حين أراهُ جمالَ المدائنِ خارجَ أسوارهاَ
أن يصالحَ سنبلة ً تستحق الحياة
لكان له ما أرادْ.
بُنَيّ
وإني لَأمّكَ
أكتبُ في الشعرِ
شيئاً من القلب
إن ماتَ بعضي قرأتَ القصيدة
كن للجزائرِ سربَ حمامٍ
يطيرُ بها
أو يهيمُ بهاَ
إذا ما أكلتَ من النخلِ جهرًا
يضيق بعينِ الحسودِ الهواءُ
فسمِّ وكُلْ
وقل للبلادِ التي شردت أغنياتِ الصباح
هنا جنة ٌ تستحق الصباحْ.
بُنيَّ الذي
قدْ تناغيهِ شقراءُ
كي تخطف القلبَ
أو سلة َ القمحِ
حتى تجيءَ اللغاتُ جميعًا
لتحيا كندٍّ هناَ
أبجدية ُ جدّكَ خيرٌ من الندّ
كنْ للحروفِ التي علمتنا بيانَ اللسانِ وفياً
وأوصيكَ قبلَ الفراقِ المهيب
بأن تقرأ الشعر حرا طليقاً
وكنْ للجزائرِ مسكَ القصيدِ
وسافرْ لتعرفَ في البحرِ أسرارَه
لا لتغدر بالنخلِ في نشوةِ الملتقى.

أسماء رمرام

- ديوان أبواب كثيرة، غابة وحيدة
2018
Aa

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى