محمد عباس - تَعَدُّدُ المَعْنَى الوَظيفِي لِلأَدَاةِ النَّحْوِيِّةِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ. دراسة تطبيقية - رسالة دكتوراه لـ حبيب أحمد

تَعَدُّدُ المَعْنَى الوَظيفِي لِلأَدَاةِ النَّحْوِيِّةِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ - دراسة تطبيقية - رسالة دكتوراه للباحث حبيب أحمد علي العزّاوي
عرض/محمد عباس محمد عرابي


تَعَدُّدُ المَعْنَى الوَظيفِي لِلأَدَاةِ النَّحْوِيِّةِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ - دراسة تطبيقية-أطروحة مقدمة إلى مجلس كلية الآداب - الجــامعة الإسلامية - بغداد /قسم اللغة العربية، وهي جزء مــــن متطلبات نيل درجة الدكتوراه في فلسفة اللغة العربية وآدابها من الباحث/حبيب أحمد علي العزّاوي

بإشراف الأستاذ المساعد الدكتور/محمد يحيى سالم ،1431 هـ / 2010م

وفيما يلي نص أسباب اختيار الموضوع، أهم مصادر الدراسة ومراجعه، ومكونات الدراسة ،ونتائجها كما ذكرها الباحث حبيب أحمد علي العزّاوي

ـ أسباب اختيار الموضوع :

ثمة أسباب متعددة تقف وراء اختيار الباحث حبيب أحمد علي العزّاوي هذا الموضوع لعل أهمها :

1ـ رغبة الباحث في خدمة الحديث النبوي الشريف في جانب مهم من جوانبه ، فكان شرفاً له أن يستظل بظلاله ، ويعيش في محرابه .

2ـ أن الدراسات اللغوية ،والنحوية التي أقيمت حول الحديث النبوي الشريف قليلة ، إذ لا تتناسب والمكانة التي يحتلها ؛ ولعل السبب في ذلك يعود الى موقف النحاة ولا سيما القدماء من قضية الاستشهاد بالحديث الشريف في المسائل اللغوية ، والنحوية ، الأمر الذي أدى الى عزوف كثير من باحثي العربية عن الخوض فيه ، والتعمق به ، فاستعان بالله الذي شاءت مشيئته أن يحظى الباحث بشرف البحث والتنقيب في أغوار ما خلفه علماء اللغة وبخاصة شراح الحديث .

3ـ لما كانت المعاني التي تخرج إليها الأدوات النحوية في الحديث الشريف كثيرةً ، ومبثوثة في بعض كتب اللغة ، وشروح الحديث فقد رغب الباحث في جمع شتات تلك المعاني لتكون في متناول الدارسين بيسر وسهولة .

ـ أهم مصادر الدراسة ومراجعه :

1ـ مصادر الدراسة ومراجعها :

اعتمد الباحث في هذه الدراسة على أمات المصادر في اللغة والنحو كان من أبرزها : الجمل في النحو للخليل بن أحمد الفراهيدي ، و الكتاب لسيبويه ، والمقتضب للمبرد ، والأصول في النحو لابن السراج ، وحروف المعاني للزجاجي ، وسر صناعة الإعراب لابن جني ، ومعاني الحروف للرماني ، ورصف المباني للمالقي ، والجنى الداني للمرادي ، والأزهية في علم الحروف للهروي ، ومغني اللبيب لابن هشام ، وغيرها .

2ـ مصادر الحديث الشريف ومراجعه :

أ ـ كتب متون الحديث :

اعتمد الباحث في تخريج الأحاديث على عدد من كتب متون الحديث المعروفة ، كان من أبرزها صحيح البخاري ، وصحيح مسلم ، وسنن أبي داود ، وسنن الترمذي ، وسنن النسائي ، وسنن ابن ماجه .

ب ـ كتب شروح الحديث :

اعتمد الباحث الدراسة على عدد كبير من كتب شروح الحديث ، من أبرزها الفائق في غريب الحديث والأثر للزمخشري ، وإحكام الأحكام لابن دقيق العيد ، وعمدة القاري للعيني ، وفتح الباري لابن حجر ، وتحفة الأحوذي للمباركفوري ، وفيض القدير للمناوي ، ومرقاة المفاتيح للملا علي القاري ، وغيرها .

3ـ كتب التفسير :

وكان من أبرزها : جامع البيان للطبري ، والكشاف للزمخشري ، وزاد المسير لابن الجوزي ، والبحر المحيط لأبي حيان ، وغيرها .

4ـ المعجمات :

وكان من أبرزها : الصحاح للجوهري ، وأساس البلاغة للزمخشري ، والقاموس المحيط للفيروزآبادي ، ولسان العرب لابن منظور ، وتاج العروس للزبيدي ، وغيرها .

مكونات الدراسة

تكونت الدراسة من أربعة فصول يسبقها مقدمة وتمهيد ويليها خاتمة .

أما المقدمة فاشتملت على :

ـ أهمية الموضوع .

ـ سبب اختيار الموضوع .

ـ أهم مصادر الموضوع ومراجعه .

ـ خطة البحث .

ـ منهج البحث .

التمهيد واشتمل على :

ـ المعنى والسياق والأدوات .

أ : المعنى والسياق .

ب : الحرف لغة واصطلاحاً .

ج : الأداة لغة واصطلاحاً .

د : خصائص الأدوات .

الفصل الأول : ما كان من الأدوات على حرف واحد ، وفيه ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : الأدوات المختصة بالدخول على الأسماء ، و تضمن الأداتــين ( الباء ، والكاف ) .

المبحث الثاني : الأدوات المختصة بالدخول على الأفعال ، و تضمــــن الأداة ( السين) .

المبحث الثالث: الأدوات المشتركة بالدخول على الأسماء والأفعال ، ويتضمن الأدوات ( الهمزة ، الفاء ، اللام ، الواو ) .

الفصل الثاني : ما كان من الأدوات على حرفين ، وفيه ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : الأدوات المختصة بالدخول على الأسماء ، و تضمــــن الأدوات ( عن ، في ، من ) .

المبحث الثاني : الأدوات المختصة بالدخول على الأفعال ، و تضمــــن الأدوات ( أن ، قد ، لو ) .

المبحث الثالث : الأدوات المشتركة بالدخول على الأسماء والأفعال ، و تضمــــن الأدوات ( إنْ ، أنْ ، أو ، لا ، ما ، مَنْ ) .

الفصل الثالث : ما كان من الأدوات على ثلاثة أحرف ، وفيه ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : الأدوات المختصة بالدخول على الأسماء ، و تضمــــن الأداتين ( إلى ، على ) .

المبحث الثاني : الأدوات المختصة بالدخول على الأفعال ، و تضمــــن الأداة ( إذا ).

المبحث الثالث : الأدوات المشتركة بالدخول على الأسماء والأفعال ، و تضمــــن الأداتين ( ألا ، ثم ) .

الفصل الرابع : ما كان من الأدوات على أربعة أحرف ، وفيه ثلاثة مباحث :

المبحث الأول : الأدوات المختصة بالدخول على الأسماء ، و تضمــــن الأداتين ( كأنَّ ، لعلَّ ) .

المبحث الثاني : الأدوات المختصة بالدخول على الأفعال، و تضمــــن الأداة ( لمّا ).

المبحث الثالث : الأدوات المشتركة بالدخول على الأسماء والأفعال ، و تضمــــن الأدوات ( إلا ، أمّا ، حتى ) .

أما الخاتمة فتضمنت أهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال البحث .

منهج الدراسة :

نهج الباحث في دراسة هذا الموضوع منهجاً علمياً محدداً قام على :

1ـ جمع المادة العلمية ـ موضوع البحث ـ من كتب اللغة ، وشروح الحديث ، ثم تلا ذلك توثيقها من المصادر والمراجع المعنية بها ، وتمحيص نصوصها وتحقيقها .

2ـ ذكر الباحث أقوال النحاة في كل أداة بشكل موجز ، ومن ثم ينتقل إلى ذكر معانيها الوظيفية .

3ـ إن كان المعنى الوظيفي للأداة مشهورا تكلم الباحث عليه بإيجاز معتمدا على كتب النحو ولا سيما كتب حروف المعاني ، وأما إذا كان المعنى جديداً ولم يسبق ذكره فيشير الباحث إلى ذلك في أغلب الأحيان .

4ـ يذكر الباحث الحديث الذي ورد فيه الشاهد أولاً ، ثم يذكر آراء النحاة أو شراح الحديث فيه آخذاً بنظر الاعتبار التسلسل الزمني للمصادر التي ينقل منها .

5ـ لجأ الباحث في كثير من الأحيان إلى الترجيح بين آراء العلماء المختلفة في المسألة الواحدة ذاكراً الأدلة ، والقرائن التي استند عليها عند الترجيح .

6ـ بين الباحث اللفظ الغريب ، و عرف بالمصطلحات الغامضة ، والأعلام غير المعروفة ، و علق على ما يحتاج إلى تعليق كلما دعت الحاجة لذلك .

7ـ اعتمد الباحث في تخريج الأحاديث على المظان المعتمدة في التخريج بدءاً بصحيح البخاري ، فصحيح مسلم ، فسنن أبي داود ، فالترمذي ، فالنسائي ، فابن ماجه ، فباقي مظان التخريج .

8ـ ذكر الباحث عند تخريج الحديث اسم المصدر ، فرقم الجزء ، فالصفحة ، فرقم الحديث .

9ـ لا يذكر ـ في كثير من الأحيان ـ الحديث كاملاً بل يكتفي بذكر الجزء المتضمن معنى الشاهد ، وما له علاقة بتمام المعنى ، ويعمد ـ أحيانا ـ إلى ذكر الحديث كاملاً في الهامش إذا اقتضت الضرورة ذلك .

10ـ لجأ الباحث الى التقليل من الشواهد ما استطاع إذ لو قصد الباحث إلى التوسع في التمثيل ، والاستقصاء في الاستشهاد لسقت كثيراً مما لا يتسع له حصر ، ويضيق عنه الوقت ، وإنما أراد التدليل والإبانة ، فاكتفى الباحث بما أورد . . (1)

نتائج الدراسة :

بعد الرحلة الطويلة في رحاب الحديث النبوي الشريف توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية ذكرها الباحث على النحو التالي :

1ـ يؤدي المعنى الوظيفي للأداة النحوية دوراً رئيساً ، ومهماً في الكشف عن المعنى العام للحديث .

2ـ للسياق أهمية كبيرة ، وأثر بالغ في رفع الغموض ، وتحديد المعنى ؛ لأن الأصل في الكلام وضوح المعاني والبيان ، وأن خفاء المعنى فيه توقف لوظيفة الكلام في فهم السامع والقارئ ، كما أن الاحتفاء بظاهر اللفظ ، وما يحمله من دلالات بمعزل عن المقام لا يصل بالباحث الى فهم النص فهماً صحيحاً ، فعليه أن يرجع إلى سياق الكلام لإيضاح دلالة اللفظ والعبارة .

3ـ تؤدي الأداة وظيفة مهمة في اللغة تتمثل بالربط بين أجزاء الجملة ، وتدل على العلاقات الداخلية بينها ، فلا تكاد جملة أو عبارة تخلو من حرف جر أو استفهام أو استثناء .... الخ .

4ـ كشفت الدراسة عن علاقة القرائن النحوية ، وتضافرها في تحديد معنى الأداة ، ولا سيما إذا كانت الأداة تحمل أكثر من معنى نحوي ، فضلا عن أن قوة بعض القرائن المعنوية منها أو اللفظية تكون سبباً في ترجيح معنى معين على آخر .

5ـ إن الحديث النبوي الشريف قد صوّر لغات العرب المختلفة تصويراً واسعا ودقيقاً إذ كان مصدراً ثرّاً أفاض علماء اللغة والنحو في الحديث فيه حتى أن بعضهم أفرد له تصانيف تناولته بالبحث والدراسة ، منهم العكبري في كتابـــه ( إعراب الحديث النبوي ) ، وابن مالك في كتابه ( شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح ) .

6ـ كشفت الدراسة عن جوانب كثيرة من مسائل الخلاف بين شراح الحديث التي تستند الى التباين في فهم التراكيب النحوية ، ودلالات الألفاظ .

7ـ كشفت الدراسة عن معان جديدة لم يشر إليها النحويون ولا سيما أصحاب كتب حروف المعاني ، منها على سبيل المثال لا الحصر : المساواة في معاني (الكاف) ، والاتصال ، والتفصيل في معاني (مِن) ، والاستيلاء في معاني (على) ، والتأكيد في معاني (السين) ، والترديد في معاني (أو) وغيرها .

8ـ إذا كان ثمة جديد في هذه الدراسة فإنه يعد ـ على ما يرجوالباحث ـ أول بحث حديث يدرس موضوع تعدد المعنى الوظيفي للأداة في الحديث الشريف مستهدياً بدراسات القدماء من النحويين على قلتها ، ودراسات شراح الحديث .

9ـ ورود الأدوات في الحديث الشريف بلغاتها الفصيحة التي عرفت بها إذ نفتقد وجود اللغات الخاصة ببعض الأدوات كلغات (حتى) و(لعل) ، وغيرها .

10ـ كثيرا ما تتعدد آراء شراح الحديث في معاني بعض الأدوات ضمن الحديث الواحد إذ يذهبون به مذاهب شتى فيكون للرواية الثانية للحديث دور مهم في ترجيح رأي معين على غيره ؛ فالرواية الثانية غالباً ما تكون قرينة إضافية في هذا المجال .

11ـ اهتمام شراح الحديث بمعاني الأدوات النحوية على نحو يضاهي اهتمام المفسرين بها ما يدل على أهمية الأداة ، ودورها في الكشف عن المعاني .

12ـ كشفت الدراسة عن وجود تفاوت كبير في الاهتمام بمعاني الأدوات النحوية بين شراح الحديث الشريف ، إذ نجد بعضهم قد أولى هذا الجانب اهتماماً خاصاً ، كما فعل العيني في كتابيه ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ) ، و ( شرح سنن أبي داود ) ، والمباركفوري في كتابيه ( تحفة الأحوذي ) ، و ( مرعاة المفاتيح ) ، والمناوي في كتابيه ( فيض القدير ) ، و ( التيسير في شرح الجامع الصغير ) ، والملا علي القاري في كتابه ( مرقاة المفاتيح ) ، على حين أعرض بعضهم الآخر عن ذلك إلا في مواضع نادرة . (2)



المراجع :

حبيب أحمد علي العزّاوي ،تَعَدُّدُ المَعْنَى الوَظيفِي لِلأَدَاةِ النَّحْوِيِّةِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ - دراسة تطبيقية، رسالة دكتوراه ، كلية الآداب - الجــامعة الإسلامية ، بغداد /قسم اللغة العربية ف ،1431 هـ / 2010م

(1)حبيب أحمد علي العزّاوي ،تَعَدُّدُ المَعْنَى الوَظيفِي لِلأَدَاةِ النَّحْوِيِّةِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ - دراسة تطبيقية، رسالة دكتوراه ، كلية الآداب - الجــامعة الإسلامية ، بغداد /قسم اللغة العربية ف ،1431 هـ / 2010م،ص 1-6

(2)حبيب أحمد علي العزّاوي ،تَعَدُّدُ المَعْنَى الوَظيفِي لِلأَدَاةِ النَّحْوِيِّةِ فِي الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيفِ - دراسة تطبيقية، رسالة دكتوراه ، كلية الآداب - الجــامعة الإسلامية ، بغداد /قسم اللغة العربية ف ،1431 هـ / 2010م،ص 246-247
  • Like
التفاعلات: محمد عباس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى