عبد الواحد السويح - تاكسي taxi..

تخرجُ الكلماتُ منّي مُجسَّمةً
زوجتي تريدُ أن أتلفّظ بالذّهبِ
ابني الأكبرُ يرغبُ في أن أقولَ موتوكروس
أصدقائي النّدامى حريصون على أن أذكرَ الأبسولوت...
لسان حالي لا ينطقُ إلاّ بكلمة واحدة:
- تاكسي.. تاكسي...
كلّ الأماكن الّتي أتحرّك فيها تلوّنتْ بالأصفر
فيالق من التّاكسيات وراء التّاكسي الّتي تُقلّني
آلاف الرّسائل والأصوات تُطالبني بالكلام
وأنا لا أنطق إلاّ بكلمة واحدة:
- تاكسي...
في الهزيع الأخير من اللّيل أغلق باب حجرتي بإحكام
أجلس على شازلونغ
وأتمتم بكلمات غير مفهومة...
شخصيّات عديدة في حجرتي
دموع سوريّة
وقهر أمازيغيّ
وأنغام كرديّة
في الصّباح أفتح باب حجرتي
بالكاد أجد فجوة أمام كثرة القرابين الموضوعة أمامه
على كلّ قربان رسالة:
(قل مالا)
(قل سيّارة)
(قل منزلا)
(قل جارية)...
- تاكسي...
بعد شهر شاهدت صوري على صدور المراهقات
على فانيلات الشّباب
وأعلى منزل متهدّم...
صحتُ عاليا
- هذا أنا
مستنسخٌ منّي يتّجه نحوي
شاهدتهم كيف يسجدون له وهو يلقي بالكلمات
قبل أن أندهش حتّى،
قتلني...
كلّ ما فيّ الآن ميتٌ وأنا أحيا بداخله
كلّما نظر في المرآة
بصقتُ على وجهه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى