عبدالله البقالي - لآلئ..

هناك أشخاص لآلئ يصعب اختصارهم و إيجازهم في صورة أو فكرة أو حتى كتاب. و السبب هو أن تميزهم لم يصنعه المال و لا الجاه و لا السلطة. بل هم فقط أعطوا للحياة أكثر مما أخذوه منها. و المذهل هو أن حجم عطائهم حين يقارن مع ما مثلوه كظروف و إمكانيات و حوافز، نا هيك عن ما عاشوه من إحباطات و انكسارات هو ما يزيد الإمر آثارة. و تداد الغرابة آن قورنوا بوضعيات أشخاص كانت ظروفهم مريحة تسمح لهم بالعطاء. و لعل هذا ما يقود لسؤال: ما هو ذلك الكنه الغامض داخل الإنسان الذي يجعله لا يلتوي من ألم الجراح حين يصاب، بل يتحسس الجرح، و بالدماء التي تمزف منه يرسم سلما على جدار العزم ليرتقيه و يصبح خارج قطر النكسات؟ و كيف يوتى القدرة على أن ينحول من مجرد ملتقط للأصداء التي تفد عليه،الىمتحكم في التفاصيل مت خلال الفعل في مصدرها، فيغير جينات صلبها معطلا كل ما يفرز الالم و ينثر الذرات التي تزهر البهجة و الفرح؟
هل هؤلاء لا يتالمون حقا؟ و هل اغلقت مشاعرهم بعازل جعلهم فوق متناول الفواجع؟
حين إستحضر تفاعلهم و تلقائيتهم اجد نفسي امام تساؤل اخر: التلقائية في وسط متفاعل لا تعطي النتيجة نفسها في واقع مإزوم كائناته عدوانية. و الانسان حين يكشف و يعري عمقه يكون اول من تغيب عنه الشمس. لكن كيف واصل هؤلاء الحياة غير آبهين بكل إشكال التجريح و الضغوط التي تحولت آلى إشاراتكانت تستوجب تغيير مسارات خط سيرهم؟
يجد الانسان نفسه كمحارب يخوص حربا يحضر فيها كل شئ إلا فهمه للكيفية التي تستحق الحرص في الحياة. و في غفلة من قادة أركانه تسلل بين خطوط التماس و تاه خارج رقعة المعركة باحثا عما تبقى من سلالات كل شغلها ان تصنع السعادة مما تتيحه الحياة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى