علجية عيش - حديث الصباح.. كل عام و أنتم بخير

2021 هل سيكون عام التحرر الفكري و الإنعتاق من التبعية؟
%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF.jpg


"هل أنهينا العام.. أم أنهى جزءًا من أعمارنا؟"......، سؤال طرحه الإعلامي الجزائري حاتم غندير، أشار فيه إلى أشياء كثيرة تتعلق بالزمن إن كان مطلقا أم نسبيا، مقدما بعض الأمثلة كدوران الأرض حول الشمس، و فكرة الحركية و الجاذبية و النظريات التي جاء بها العلماء و الفلاسفة ، لن نخوض في هذه المسائل طبعا و لنتركها لأهل الإختصاص.
هو طبعا سؤال في محله، أما الإجابة عليه ، فأنا أختار الجواب الثاني، لكن ( من وجهة نظري طبعا ) المشكلة ليست فيما تم ذكره، إن كانت الأرض دارت في 365 يوما أم لا، أو معرفة المطلق من النسبي، و إنما في جوانب أخرى تتعلق بالتنمية الإقتصادية و الرأسمال البشري، إذا أردنا بناء دولة و بناء حضارة على قيم إنسانية نبيلة.
أن يكون التقييم و المحاسبة في نهاية العام، نكون قد نسينا أشياء كثيرة ذات أهمية، و بالتالي نكون قد خسرنا أشياء كثيرة أيضا و يكون الوقت قد فات لتصحيحها، إذا قال قائل نعم الوقت لم يفت، لنصححها في العام الجديد، يعني أننا سنعيد النظر في طريقة التفكير و التخطيط، على كل المستويات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية، و بالتالي لن نقدم شيئا جديدا ، و لن نحقق الطموحات الشعبية في التنمية و تطوير البلد و الحياة بصفة عامة، لأن العام الجديد سيكون عام إصلاحات و ترقيع لا عام بناء و تنمية.. و هكذا..
تمضي سنة و تخلفها سنة أخرى و نحن نرقع ، و السؤال الذي يفرض نفسه، بمادا نستقبل العام الجديد؟ لا شك أن العام الجديد سينقضي كما انقضت الأعوام السابقة و سينقضي العام الذي نحن فيه الآن و سنستقبل عاما آخر، و هكذا العمر يمضي و نحن نصلح ما خربناه ، و في الإصلاح قد ترتكب أخطاء جديدة ، و تتراكم، و كلما ياتي عام جديد ، نجد أنفسنا أمام عقبات ، لأن ما بني لم يكن على أسس سليمة و لم يكن مبني على نظرة و تصور استشرافي (مستقبلي).
من جهتي سأطرح السؤال التالي: و نحن نودع 2020،هل حاسبنا أنفسنا و قيمنا أفعالنا و مواقفنا في المدة التي عشناها، و هل قيمنا السنوات التي انقضت؟ ،
التقييم لا يكون ماديا فقط بمعنى أنه لا يكون بالكمّ ، أي إحصاء أو جرد النشاطات التي سجلت طيلة السنة، لأن هذا المفهوم يكون في العمليات الحسابية، أما ما نقصده بالتقويم هو التقويم الروحي، وإعادة النظر في النظم السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية والفكرية، إعادة النظر في الأفكار و في المواقف، أي مراجعة الذات و ضبط الأفكار و استخراج معالمها و ترسيم حدودها في المكان و الزمان قبل اتخاذ أي موقف قد نندم عليه مستقبلا ، و إن كان 2020 عام التطبيع، نطمح أن يكون 2021 عام التحرر الفكري و القضاء على الفوضى الفكرية و الإنعتاق من التبعية ،

و أنا أكتب هذه الكلمات أسمع من خلال نافذتي صوت مفرقعات كانت الساعة منتصف الليل ( بتوقيت الجزائر) إعلانا بدخول السنة الجديدة
فكلّ عام و أنتم بخير
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى