عبد الرحمن مقلد - وكيفَ لهذا الشاعرِ أن ينتبهَ لخَطْوِ يديه

وكيفَ لهذا الشاعرِ أن ينتبهَ
لخَطْوِ يديه
وتلك دماءُ الموتى تطغى فوقَ الشاشةِ
تملأ مجرى الأحرفِ
تحملُ من بصماتِ القتلةِ
ما لا يمحُوه دليلُ
لكني كنتُ أرمّمُ تلك الهُوَّةَ بين القاتلِ والمقتولِ
كأني حفارُ قبورٍ
كلُّ الجُثثِ لديه سواءُ
حفارُ قبورٍ!!
ماذا يفعلُ يا ابنتيَ
الشاعرُ بستانيُّ اللغةِ
سوى أن يرثي المَوْتَى
أو يتريثَ بضعَ دقائقَ كي تحتضنَ الأمُّ بَنِيها
أو ينفجرَ الأَبُّ ويغلقُ عينَ الولدِ
وأن يقتبسَ الغارقُ آخرَ نفسِ
ويمرَ قطارُ المنتحبينَ
ليس عليه سوى أن يضعَ زهورًا للدبابة
كي تقتاتَ
ولا تضطرُ لصيدِ مزيدٍ من صُحْبَتِه
ويَزَيِنُ وجوهَ نساءٍ منهوكات العِرضِ
ويضعُ فواصلَ كبرى بين القاتلِ والمقتولِ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى