حسين عبروس - خلــــــــــــوة... خلــــــــوة - شعر

..
1
خلوة أن نقيم المعابد
خلف أفراح الجسد
خلوة أن نفاجئ
زيف السحر
في أعماق هذا المصاب
خلوة أن يلوّن حبها هذا
الفضاء فندخل أرضها
فاتحين
بلا عدة أو عدد
خلوة أن تنقر الطير
ما نزرع في الفصول
فينبت الحبّ والحب
خلف حبل المسد
خلوة أن نبيع المساء
لصبح جميل
وأن نعبد الله في ذاتنا
حتى يفيئ الجسد
وحتى يؤسس فصل التوازن
بعض توازنه
ويحتمل الدفء بعض
عيون الرمد
وبعض الندى قد يرين
على الأرض فيغرقنا
طوفانه للأبد
2
خلوة أن يعانقنا حزنها
منذ القدم
ويستوي على عرشها
فندعوه بأحب الأسماء إلينا
ونحن عراة من الفرح الأبديّ
كما خلق الله هذا الوتد
ونحن حفاة كما خلق الله
هذا البلد
خلوة أن نسارع لإكتشاف
جغرافيا الموت في طرفة عين
ونستدلّ بأوّل الراحلين
حين فال: (لئن بسطت إليّ يدك.)
ما أنا والدّماء هنا تلتقي
فأسس عرشه فوق الدّماء
والغراب الذي لم يكن
محض سراب
آزره لحظة في الغياب
فتهدّل ليل الندم
خلوة أن نعيد التفاصيل
كما وردت في الصباح
فيسحبنا (هابيل) إلى دمه
و(قابيل) إلى بحر الندم
خلوة أن نسجّي كل التعاريف
القديمة في قواميسنا
ونلغي كل ما كان تحت الطلب
ونعمد في صبحنا يعلو جراحنا
هذا اللهب
ونأمل أن نستزيد
من نخب هذا المصب.
3 ــ
خلوة أن تنجزالبنت
بعض أحلامها في شارع
مهمل باللّعب
خلوة أن يسرق الطفل
منها الدّمى
خلف رابية
أو خلف داليّة من عنب
خلوة أن نبارك هذا التوافد
في البنت وهذا التراجع
في الفتى الذي يبدي
لنا عن كثب
خلوة أن نحدّثهما في السرّ
عن سارق الخوخ
واللّوز والموز والأقحوان
وعن ساحب الذيل
في حضرة البرلمان
خلوة أن نسدّ كل المنافذ
حتى نغيب تماما
وحتى نقيم الفرق
بين الذي أسس
مملكة من فراغ
وأعلن للناس هذا البلاغ.
4
خلوة أن نسامرأهل الصمت
في صمتهم
وأن ندعي سلطة من عدم
وأن نحاصر أجواء
هذا القلم
ونهتف عاش من يكتب
أسرارنا وتفاح أعمارنا
بتوقيعة من قدم
خلوة أن يسرّنا هذا البيان
فنكتب قافيّة في زوايا الوطن
ونركض فوق ا لجماجم
لحظة في العلن
خلوة أن ننتهي إلى خلوة
طافحة بالهمّ والغمّ
وبعض اجزاء الشحب
خلوة أن نستفيق
على بعض السواد
وبعض البياض
قيل أنها حالة تسبق
صاحبها للكفن
خلوة أن نركض
في العلن.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى