محمد فائد البكري - الريح التي تزأر من الخوف!

نحن الذين ظلمنا الريح
ونسبنا إليها إثارة الغبار
ندرك الآن معنى وجع العمر
و دورانه في ساقية التكرار.
كثيرا ما اتهمنا الريح بدغدغة الضوضاء.
وهي لا تفعل شيئا
أكثر من الخوف من أن تموت من الملل.
نحن الذين أسأنا الظن بالريح
نفهم الآن معنى أن تصطدم بالجدران
لشدة ما تريد من الخلاص،
نفهم كيف تركض في الشوارع والأزقة
خشية أن تكرر نفسها
نفهم كيف لا تتوقف أبدا،
بحثا عن معنى
نفهمها تماما
وهي تلهث في النوافذ
وتدس نفسها في الشقوق
فزعا من الموت الذي يركض وراءها
نفهمها جيدا
الريح التي قد تقتل عن طريق الخطأ
كل ما يقف في طريق نجاتها بنفسها
لا تتوقف من شدة الذعر .
والزئير الذي ننسبه إليها
ليس إلا صوت خوفها.
لو لم يكن للريح ذلك الاسم الذي يدينها
لربما كانت أكثر قدرةً على تحمّل أعباء مولدها
لو لم يكن لها اسم
لكانت حرةً لا تخاف من تصنيف أحد
لربما كانت أكثر شعورا بالهدوء
وأكثر أمانا من اللاشيء!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى