علجية عيش - حديث الصباح.. في الحياة الرقمية..

علاقتنا مع الآخر الإفتراضي كيف هي؟

الحياة الرقمية تعني قابلية التواصل مع الآخر، و ربط علاقة روحية بينهما، بعيدا عن كل أشكال التمييز بين شخص و آخر، أي وجود ما نسميه بالصداقة الإفتراضية، و هذه الصداقة لها تعابير كثيرة منها الإنتماء للجماعة ليشكلوا وحدة لا تتجزأ، سواء كانت صداقة حقيقية أو افتراضية ، هذه الأخيرة و في ظل التطور الرقمي استطاعت أن تفرض وجودها عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، من خلال فتح الحسابات و الصفحات و المجموعات، يعبر من خلالها الأفراد عن انفعالاتهم و انشغالاتهم ليوصلوها إلى الرأي العام، و من خلالها يكشفون مواطن الفساد، قد نتفاعل معهم حتى و لو كنا لا نعرفهم أو يقيمون خارج مدينتنا أو من بلد آخر طالما الهموم مشتركة .​

تبقى الإشكالية في مدى استعداد الفرد للإتفاق مع الآخرين و خضوعه للمعايير و القيم الإجتماعية، في إطار مجموعة، فالمجموعة هي عدد من الأفراد الذين يتفاعلون بعضهم مع البعض الآخر و يشتركون في إطار يسلكون في ضوئه، لكنها قد تتعرض للفشل عندما لا تضع شروطا للإنخراط فيها، خاصة إذا كان المنخرط يوقع باسم مستعار و يضع صورةرمزية، و لا نعرف نواياه إن كان انخراطه من أجل التفعيل و الإثراء أم لأغراض قد تؤثر على الجماعة أو المجموعة؟، كما قد يكون واحد من افراد المجموعة لا يتفق مع أحد الموجودين فيها ، فيحاول إعطاء الأمور الصغيرة أو الهامشية صورة أو حجما أكبر منها، مع إظهار أهميتها لجلب أنظار الناس إليها، و في هذه الحالة يعمد مسؤول المجموعة إلى إزالة العضو دون معرفة الأسباب.​

في الحياة الرقمية حرب سرية تديرها عصابات و مرتزقة ، تعمل على استقطاب الجماهير للإنظمام إلى صفوفها، و تشكيل تكتلات سياسية أو عسكرية، أو منظمات إجرامية، عن طريق استخدام التقنيات الإلكترونية المعروفة، و يشمل هذا الإستخدام ما يسمى بالإستخبارات الإلكترونية و قد يكون أحد هذه العناصر ضمن مجموعة من المجموعات التي يتم استحداثها، و نستخلص من هذا كله أن الحياة الرقمية لها جانب سلبي أكثر ما هو إيجابي، و هي في بعض الأحيان تشكل تهديدا لحياتنا الطبيعية، بحيث نصبح مهددين، لأن وجود أشخاص افتراضيين معنا هدفه الهدم أكثر من البناء، قد يكون من أجل الإنتقام و تصفية حسابات، وتشويه صورة الآخر أمام الرأي العام.​

يبقى السؤال كيف نعرف العدو من الصديق في الحياة الرقمية حتى لو كان داخل البلد الواحد؟، و كيف يمكن التجاوب معه أو مواجهته؟، مهمتنا إذن هي كيف نغرس المعايير الإجتماعية النبيلة في الحياة الرقمية؟ و كيف نحول هذه الصداقة الإفتراضية إلى صداقة حقيقية يكون فيها الطرفان أو المجموعة قلبا واحدا؟ و من ثم خلق تماسك الجماعة ويكون القوة المؤثرة في توجيه الجماعة أو المجموعة حتى يمكن لها البقاء.​

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى