نزار حسين راشد - صفحة من ذاكرة النسيان.. شعر

قلبي معلّقٌ بزمنٍ قديم
لا أدري كيف انتهت إليّ ملاحقُه
ولكنّي أسيرُ تلك الصفحات
مقسومٌ بين الرغبة والنّدم
وكأنّي قاريءُ بخت منسي
لم يعد يثير فضول أحد
ولا حتى العوانس
المعنيّات دائماً
بما يخبؤه لهن الغيب
والمتطلعات إلى غدٍ أفضل
وحين تموت شهوة الحب
ولا يعود أحدٌ ينتظر
أن يدقّ غرببٌ بابه
أو تحمل له قادم الأيام
أخباراً سعيدة
وحين تهمل ربات البيوت
سقاية أصص الأزهار كُلّ صباح
وحين تختفي كتب الأوراد والأدعية
من على رفوف أكشاك البيع
أوتكسد مجلات الموضة
وصحف النميمة
وحين تكف الشابات
عن الإفتتان بالدانتيل
ونوع الغرزة
على ثوبٍ مطرز
ولا يمددن أصابعهن
ليستعرضن جمال آخر خاتم اشترينه
أمام صديقاتهن المُقرّبات
سأقول لك أن دوائر الفرح قد ضاقت
وأن قلبي معذور في تعلُّقه
بأزمانٍهِ القديمة
التي عاشها من قبل
ولم يعكّر صفوه أحد
ولا حتى مفاجآت القدر المؤلمة
فحين تتغلبّ على آلامك
فأنت تواصل الحياة
حتى حين تزور قبور
أولئك الأعزّاء الذين دفنتهم
من زمنٍ قريب
وتخفّ الوطاة شيئاً فشيئاً
فاتحةً نوافذ الأمل
وفارشةً للنسيان
بُسطاً وثيرة
تستطيع أن تتقلّب
على صفحتها متى
غلبك الشعور بالفقدان
أو تدفن وجهك في راحاتها الوثيرة
أقول لك محذّراً
مُدّ يديك
إلى الأمام
اشدد كُلّ خيوط الوصل
تحدّث مع الغرباء
إطرح أسألتك الفضولية
حتى البلهاء منها
لا تخش أن يضحك منك أحد
إفعل أي شيء
ولكن لا تسقط في بئر اللامبالاة
إنه القبر
الذي لن تخرج منه أبداً
إنه شيءٌ أسوأُ من الموت
ولهذا فأنا أُحذّرُك!
نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى