محمد فائد البكري _ سقطت ورقةٌ من أعلى خوفها!

في هذا المكان
الذي صار مسرح ذكريات يابسة
وأحلام جف فيها الزمن
سقطت ورقةٌ من أعلى خوفها
وسقط ظلها
سقطت من أعلى كبرياء الشجرة الواقفة
غادرت أملها بربيعٍ دائم
صارت حرةً من الغد
حرةً إلى الأبد
تلك الورقة التي حملتها الريح
إلى أعلى،
فأعلى،
فأعلى،
وعادت تضرب بها عرض الجدران،
وتطوّحها في فضاء الهباء.
تلك الورقة المحاصرة بذكرياتها عن الشجرة
التي وقفت بكل خيالها في وجه الهباء.
عبثاً، حاولت التخلص من ألمها،
تلك الورقة الآن تحاول أن تتشبث بالفراغ،
مغلوبةً على أمرها،
مكتظةً باللاشيء،
وصوت خوفها من الارتطام يثقب الهواء،
تلك الورقةالتائهة تعبت من الدوران،
صارت تتوق إلى السقوط مرةً ثانية
ليهدأ فيها ضجيجُ الزمن،
صارت تتحدى الفراغ الذي يطفو بها
وتحاول السقوط لعلها ترتاح
من تخبُّط الأعالي
وخواء العمر التائه
وصدام الجهات
وتنافس المسافات
على اللاشيء
  • Like
التفاعلات: نزار حسين راشد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى